كرّس 15 سنة من حياته الفنية للعمل على مسرح ''القوال'' أو مسرح الحلقة، هذا النوع المسرحي الذي اكتشفه صدفة عندما كان يتجول بفرقته لتقديم عروضه المسرحية خارج قاعات العرض والصالات المعروفة، والتي قال كثيرا عنها أنها غارقة في التكرار الممل وطغى عليها الخطاب السياسي· عبد القادر علولة الذي لم تمهله أيادي الغدر الوقت الكافي لتعميم مذهبه المسرحي الذي اعتنقه عن حب، ولم يدع له القدر الفرصة لتوسيع رقعة الزيت الملتهبة في حب المسرح والبحث عن كل ما هو جديد ومفيد، لكن 16 سنة بعد وفاته ما زالت أعماله وبالخصوص نصوصه المبدعة تعيش في نفوس محبي الفن الرابع· يقول إبراهيم نوال الناقد وأستاذ الفن المسرحي ل ''الجزائر نيوز''، ''نصوص عبد القادر علولة لا يزال حيا إلا يومنا هذا ليس فقط عند الممثلين والمخرجين، بل يتعداه ذلك إلى الجامعيين والباحثين في أعماله، ومحاولة جمع أكبر معلومات عن مسرح الحلقة أو القوال الذي استمد فكرته من التراث الشفهي اللامادي الجزائري''، هذا الاهتمام لم يقتصر على سكان الغرب الجزائري، يضيف نوال، ''حقيقة هناك الكثير من المبادرات الهادفة إلى إحياء تراث عبد القادر علولة المسرحي، ليس في الغرب الجزائري وفقط، بل هناك الكثير من البحوث الأكاديمية ومذكرات التخرج في جامعة الجزائر تتمحور على الجانب السيميولوجي والسوسيولوجي لأعمال علولة، هذا ليس تقليدا لعلولة بل لإثراء التراث اللامادي الجزائري، والاحتفاظ بها للأجيال القادمة، بالإضافة إلى سهولة التعامل معها، حيث كانت اللهجة الجزائرية إحدى أولوياته في التعبير المسرحي، والتي كان يصب جم اهتمامه عليه لعدم وجود ديكور مسرحي يلفت انتباه الجمهور في هذا النوع الجديد''· مسرح القوال الذي من الممكن أن يكون علامة جزائرية مسجلة بامتياز لو استطعنا تطويره والاهتمام به أكثر مما هو الآن، ''هذا لا يعني مدرسة علولة للمسرح، لأن هذا يستغرق وقتا طويلا من العمل''، يضيف إبراهيم نوال· اعتبر عزري غوتي، مدير المسرح الجهوي لمدينة وهران، مسرح علولة وبالخصوص مسرح القوال، تجربة خاصة وفريدة في المسرح الجزائري والعربي بشكل عام، حيث ''ارتكزت على قلة التشويق في المسرحية، حيث اعتمدت معظم مسرحياته على الكلمة واللغة بشكل كبير والتي ارتكز عليها معظم الفعل الدرامي، هذا العمل النابع عن قناعته بشفوية الثقافة الجزائرية''· ومن أجل الحفاظ على هذا التراث الزاخر من العمل المسرحي، أضاف إبراهيم نوال، أن محافظة المهرجان الوطني للمسرح المحترف ستنظم ندوة فكرية حول أعمال كل من علولة، كاكي ومجوبي، من الممكن أن تخرج بقرار ضرورة جمع وإصدار هذه الأعمال في كتب يسهل حفظها للأجيال· للتذكير، فقد كانت أشهر أعمال علولة والتي كانت تتبنى طريقة الحلقة هي ''القوَّال''،''اللثام'' بالإضافة إلى ''الأجواد'' ومسرحية ''التفاح''، هذه المسرحية التي هي الآن في جولة فنية عبر كامل التراب الوطني من طرف ''مؤسسة عبد القادر علولة'' التي تترأسها رجاء زوجة علولة، بمشاركة الابنة ''رحاب'' التي تصر على مواصلة مشوار والدها المسرحي عن حب وقناعة، وذلك بلعب الدور الرئيسي في المسرحية التي كتبها والدها، بالإضافة إلى مشروع تجسيد معظم أعمال والدها على الخشبة·