تسببت الأمطار المتساقطة خلال 24 ساعة الأخيرة والتي استمرت في التهاطل في قضاء العديد من العائلات القاطنة بالأحياء القديمة الموّزعة على مستوى ولاية وهران والتي يعود تاريخ تشييد أغلبها إلى الحقبة الاستعمارية الإسبانية، في الشارع من أجل إنقاذ حياتهم وتفادي الأسوأ، لأن الأمطار لا يمكن أن تمر- حسبهم- بدون إحداث ضرر بسكناتهم القديمة التي تتعرض سنويا إلى انهيارات جزئية سواء تعلق الأمر بالشرف أو السلالم، أو الأسقف، محدثة بذلك حالة رعب وخوف كبيرتين وسط السكان الذين سئموا الوضع الذي اضطرهم إلى البقاء مستيقظين لتفادي الكارثة وحماية أغراضهم وأثاثهم، وإخراج كميات المياه المتسرّبة من أسقف منازلهم المتصدعة، واضطر هؤلاء في ظل استمرار الاضطراب الجوّي إلى الاستنجاد بعائلاتهم لحماية أنفسهم وممتلكاتهم، مطالبين السلطات الوصية بتسريع عملية الترحيل لتفادي سقوط ضحايا آخرين، خاصة وأنّ الكثير من العمارات تتعرض لانهيارات مستمرة للسلالم وأجزاء أخرى بدون تسجيل خسائر في الأرواح البشرية، وتتمثل هذه البنايات في البناية رقم 14 بشارع قراب الهواري، الواقع بحي "سيدي الهواري"، ونفس المعاناة تعيشها 9 عائلات بشارع سعيدة الكائن هو الآخر بحي "سيدي الهواري"، وكذلك هو الأمر بالنسبة ل 11 عائلة تقطن ب 41 شارع قرين بلقاسم بحي "سنانيس"، فضلا عن البناية رقم 24 المتواجدة بشارع بوعاشور الهواري الواقع بحي "سان بيار"، هذه الأخيرة التي انهار جزء منها مؤخرا، الأمر الذي جعل الجهات المسؤولة تتنقل إلى عين المكان بما في ذلك المصالح البلدية، الأمن، فضلا عن المركز التقني لمراقبة البنايات، حيث أوضح ذات السكان أنهم مسجلين ضمن الخانة الحمراء منذ سنة 2009، إلا أنّ دار لقمان لا تزال على حالها -حسبهم-، ونفس المعاناة عاشها المقيمين بالأحياء القصديرية المتواجدة بعاصمة الغرب الجزائري، بما فيها تلك المتواجدة بمنطقتي "سيدي الشحمي" و "سيدي البشير". وفي الجهة المقابلة نتج عن تساقط كميات المطر المعتبرة والتي قدرتها مصالح الأرصاد الجوّية بولاية وهران ب 18 ملم، بتسجيل زحمة مرورية كبيرة بوسط المدينة ومختلف مفترقات الطرق، لاسيما منها مفترق طرق "جمال الدين"، "حي الصباح" وكذا مفترق طرق "أنسات"، الأمر الذي دفع بمصالح الأمن إلى تكثيف جهودها لتيسير الحركة. وفي ذات الشأن أكدت مصادر مسؤولة من مديرية الحماية المدنية أن أعوانها لم يسجلوا أية تدخلات ولا يسعنا القول في الأخير أنّ نعمة المطر تحوّلت إلى نقمة لعدد كبير من المواطنين الوهرانيين القاطنين بالبنايات القديمة الموزعة عبر العديد من أحياء عاصمة الغرب الجزائري، والذين يبقى أملهم الوحيد في أن تقوم السلطات المسؤولة بتخصيص التفاتة بسيطة إليهم.