مئات الطائرات وآلاف الدبابات تشتريها الدول العربية ولم تستخدمها مطلقا ضد إسرائيل منذ عام 1973، إنفاق الدفاع العربي وصل ي العام الماضي إلى 105 مليارات دولار ووفق تقرير للجنة الأبحاث في الكونغرس الأميركي فإن الخليج كان أكثر المستوردين تتصدره المملكة العربية السعودية التي وصلت نفقاتها العسكرية إلى نحو أربعين مليار دولار، ثم الإمارات التي استوردت عام 2008 فقط نحو 6% من مبيعات السلاح في العالم، وأما العراق وفق مصادر إعلامية أميركية فقد استورد بعد سقوط بغداد أسلحة بأكثر من عشرين مليار دولار. واللافت وفق تقرير الكونغرس الأميركي أن المملكة المغربية كانت ثالثة الدول العربية شراء للأسلحة من أميركا في السنوات الماضية. وتقول إحصاءات من جامعة أوكسفورد إن بعض دول الخليج على غرار سلطنة عمان في خلال عشر سنوات زادت ميزانيتها العسكرية بأكثر من 100% والبحرين بنحو 80% وكذلك الأردنولبنان، ناهيك عن سوريا واليمن اللتين زادتا إنفاقهما في الفترة نفسها بنحو 40% أو 50%. وإذا ما أدركنا أن أميركا صدرت عام 2008 أكثر من ثلثي مبيعات السلاح في العالم وأن العرب كانوا أكثر مستوردي سلاحها فالسؤال يطرح حول الهدف من هذه الصفقات ، دعم الاقتصاد الأميركي أم التحضير لحرب مقبلة مع إيران؟ معادلة حزب الله خليجيا هددت إيران منذ فترة طويلة بإغلاق مضيق هرمز الذي تمر عبره الكثير من شحنات النفط إلى العالم. ومما لا شك فيه أن طهران سوف تعاني مثلما ستعاني دول الخليج الأخرى جراء هذا السيناريو، نظرًا لاعتمادها على عائدات النفط. إلا أنه، وفي حال تصاعد حدة التوتر، فإن لدى الإيرانيين الدافع والقدرة على حد سواء لزعزعة حركة المرور البحرية في هذا الممر العالمي الهام، إن لم يكن وقفها تمامًا. ولدى إيران مجموعة من الصواريخ المضادة للسفن ، والألغام والغواصات الصغيرة ، وزوارق الطوربيد، التي يمكنها تعطيل حركة الشحن في مضيق هرمز. وفي عام 1985، أنشأ الإيرانيون وحدة عسكرية بحرية كجزء من الحرس الثوري الإيراني. وفي عام 2007، أعطيت هذه الوحدة السيطرة التشغيلية الكاملة على مياه الخليج ، وأعطيت البحرية الإيرانية العادية مهمة العمل في أعالي البحار خارج مضيق هرمز. ولا يتطلع الإيرانيون إلى تعزيز قبضتهم على مضيق هرمز فقط، بل وتشير تصريحاتهم العلنية إلى أن الهدف هو زيادة الوجود الإيراني في كل من باب المندب وقناة السويس أيضًا ، وهما نقاط الاختناق الإقليمية الهامة الأخرى بالنسبة للشرق الأوسط. وإذا كان لدى إيران حليف واحد لا بديل له، فهو حركة المقاومة الشيعية اللبنانية حزب الله. وقد ثبتت فائدة حزب الله بالنسبة لإيران في ما هو أبعد من حدود لبنان. كما إن الهوية العربية لحزب الله تعطي إيران درجة من الوصول إلى العالم العربي لا يمكن لطهران الحصول عليها من تلقاء نفسها. وبفضل هذا الطابع العربي، يعد حزب الله الأداة المفضلة بالنسبة لعلاقات طهران العامة الرامية للوصول إلى الشارع العربي. وعندما ينتقد زعيم حزب الله ، حسن نصر الله ، الخليجيين، فإنه يردد بلا شك صدى أفكار بعض العرب العاديين بطريقة أفضل مما لو ردد الفارسيون نفس التهم. وبعبارة أخرى ، تعتمد حملة العلاقات العامة الإيرانية ضد الشرق الأوسط و بالأكثر الخليج العربي على حزب الله. وقناة حزب الله التلفزيونية ، المنار، هي مثال جيد عن حملة الرسائل الاستراتيجية الإيرانية التي لا تتوقف عن الرغبة في التموقع و الاكتساح. و بالتالي لم يعد الارهاب وحده المسبطر على هاجس التسلح بل أولا و أخيرا إيران. مراقبة البحرية الايرانية للخليج