سعر الخوخ و المشمش و صل 10 دنانير الأسبوع الماضي من يتجوّل عبر الأسواق اليومية للخضر و الفواكه و يرى الأسعار سيتهيّأ له من الوهلة الأولى بأنها منخفضة و وفرة المنتجات الفلاحية و تنوّعها ساهم بشكل كبير جدّا في هذا الاستقرار الذي لم نشهده منذ سنوات في رمضان ،فالجميع يقول و يردّد بأن موسم الخضر و الفواكه هذا العام جيّد ،لكن الحقيقة أن حال أسواق التجزئة منذ بداية رمضان ليس مستقرّا و لا الأسعار منخفضة و العارفون بخباياها يؤكّدون ذلك فالغلاء لا يزال موجودا و المضاربة ضاربة بأطنابها في أعماق تجارة الخضر و الفواكه و رغم الكميات الكبيرة التي تدخل الولاية من كل مكان و الفائض المسجّل يوميا لا يزال التلاعب بالأسعار قائما و لم يساهم شهر الصّيام في الحدّ منه و يكفي أن نبيّن الفارق الشّاسع بين أسعار الخضر و الفواكه بالتّجزئة و تلك المطبّقة بسوق الجملة بالكرمة لندرك عن يقين بأن مشكل ارتفاع الأسعار بيد باعة التجزئة أوّلا و أخيرا ،على الأقل في هذا الموسم فكل منتوج أصبح يباع بضعف ثمنه في الجملة أو أكثر فالبطاطا مثلا وصلت صباح أمس بالكرمة إلى 25 دج للكلغ و 50 دج بالتجزئة و الطماطم 30 دج مقابل 50 دج أمّا السلاطة الخضراء فبيعت أمس ب 100 دج للكلغ في حين تراوح سعرها بسوق الجملة ما بين 25 دج و 30 دج و الخيار كذلك تراوح سعره في الجملة ما بين 20دج و 30 دج فيما وصل 50 دج و 60 دج بالتجزئة و الباذنجان كذلك لم ينزل عن 100 دج بالتجزئة أما بسوق الجملة فكان صباح أمس ب 50 دج للكلغ أمّا القرع و الشمندر فتراوح سعرهما بنفس السّوق بين 20 دج و 30 دج و عرضهما باعة التجزئة بضعف سعرهما أو أكثر و نفس الشيء بالنسبة للفواكه التي رخصت أثمانها كثيرا بأسواق الجملة بفضل دخول كميّات كبيرة جدّا منها و هذا الفائض من المحاصيل الفلاحية تسبّب في كساد بعضها فلم تجد من يشتريها فكان مآلها النفايات و من ذلك الخوخ و المشمش باعتمارهما فاكهتان موسميتان لكن أسعارهما بالتجزئة لم تنزل عن 70 دج للكلغ في أدنى الأنواع أمّا أجودها فبلغ خلال رمضان 200 دج للكلغ بسوق التجزئة ، لكن من يتتبّع الأسعار بسوق الكرمة سيعلم بأن المستهلك لا يزال في قبضة باعة التجزئة و سيطرتهم و الدّليل على ذلك بأن كميات كبيرة الفواكه الموسمية ترمى يوميا بسوق الجملة و لأنها سريعة التلف نزل سعرها خلال الأسبوع الماضي إلى 10 دنانير فقط و مع ذلك بقيت مكدّسة داخل مربّعات السّوق حتى تخلّص منها أصحابها ،و قد علمنا خلال تواجدنا بسوق الكرمة بأن أحد الباعة قد اضطرّ بحر الأسبوع الماضي إلى رمي حوالي 300 صندوق من الخوخ و كل صندوق يزن حوالي 8 كلغ و غيره رمى 117 صندوق من المشمش. و حتى الموز رمي منه الكثير و الأمثلة متعدّدة و تحدث يوميا منذ حلول الموسم ،فارتفاع درجة الحرارة لا يسمح بتخزين المحاصيل و خاصّة الفواكه لوقت طويل و أمام ما يحدث من تراجع للأسعار و تسجيل فائض في المحاصيل الفلاحية الموسمية لماذا لا تصل إلى المستهلك بأسعارها المعقولة ؟ و هذا السؤال طرحناه على مدير مؤسّسة تسيير سوق الجملة بالكرمة بلعربي الطّاهر فكان ردّه بأن ما يحدث في هذه الأيّام ليس ذنب تجار الجملة و لا الفلاحين و يكفي أن نقرأ لائحة الأسعار يوميا لنتأكّد بأن الخلل موجود بالأسواق الجوارية حيث تغيّرت أنماط التّجارة بها فبدل أن تموّن بكميات كبيرة فيتوازن العرض مع الطّلب نلاحظ بأن السواد الأعظم من العاملين بها يفضّلون السهولة و الكسب السّريع فيقتنون كميّات محدودة و يرفعون أسعارها أضعافا ليجمعوا الأرباح في وقت قصير كما أنّ الهاتف النقّال يقول ذات المسؤول هو المعضلة الكبرى ،فالتّاجر لم يعد يبني سعره على ثمن الشّراء فيربح 5 أو 10 دنانير في الكلغ كما كان في الماضي بل حسبما باع غيره و حتى و إن رمى نصف سلعته أو جلّها لذلك يتشابه حال كل الأسواق الجوارية لأن أصحابها يفضّلون تسويق كمّيات محدودة و بسعر مرتفع ،كما أنهم أهم زبائن سّوق الكرمة لذلك يتكدّس فائض السّلع داخل المربّعات و يرمى و يكفي أن نشير بأنه خلال هذا الموسم يدخل سوق الجملة يوميا حوالي 430 طن من الخضر و الفواكه المحلية و المستوردة