لا تزال 49 عائلة بحي " الكوتيتيكس " في المعمورة بعاصمة الولاية الأغواط تعيش منذ 26 عاما حياة مزرية تصنعها مخاوف الإصابة بمختلف أنواع الأمراض المزمنة التي قد تتسبب فيها مادة " لاميونت " التي تتشكل منها المباني السكنية الجاهزة ، التي تم إنشاؤها سنة 1978 لعمال الشركة و إطاراتها ، هذه السكنات التي تخضع منذ 13 عاما لعملية التصفية التي لم تتم لحد الآن ، و هو الأمر الذي يضاعف من معاناة السكان الذين بلغ بعضهم سن التقاعد بمرتبات زهيدة لا يزيد أحسنها عن 22 ألف دج . المتجول بحي المعمورة يعتقد أنه من أرقى الأحياء بعاصمة الولاية حيث لا يخطر بباله أن بين تلك الأحياء الراقية التي يتمتع جل سكانها بأعلى مستويات العيش من حيث السكن الواسع والشوارع المهيأة، يقبع حي يعد من أقدم الأحياء، يعاني سكانه من مرارة الإهمال و التهميش رغم المراسلات العديدة التي وجهها سكانه ال 49 للسلطات المحلية، والأغرب من كل هذا أن هذه السكنات التي يعود عمرها ل 26 عاما خلت لا يزال سكانها يعتمدون على غاز البوتان في التدفئة و الطبخ و ذلك رغم مرور شبكة الغاز المؤدية إلى حي 250 سكن لا تبعد عن حيهم بأكثر من 20 مترا، هذا بالإضافة إلى اهتراء شبكات الصرف الصحي التي تشكل مياهها المتسربة بركا هنا و هناك تستوطنها أنواع من الحشرات والبعوض، وفي ذات السياق أكد بعض السكان على أن مياه الشرب التي تصل سكناتهم لم تعد صالحة سوى للغسل لقدم شبكتها التي لم تجدد منذ سنة 1978 ، و أشار أحد المتحدثين إلى أن أغلب السكان يعانون من مرض الربو بسبب مادة " لاميونت "، كما أن أشجار "الكاليتوس" الشاهقة صارت تنذر بتحطيم أسقف السكنات كلما هبت الرياح و إن كانت خفيفة ، حيث حدث عدة مرات وأن سقطت فروعا من تلك الأشجار العملاقة لتحطم بعض المباني، كما أن مياه الأمطار هي الأخرى تشكل هاجسا بالنسبة لهم لعدم وجود قنوات لصرف مياهها التي تتسرب في أغلب الأحيان لتغمرها ، كما تشكل بركا تجبر السكان على استخدام الحجارة و أغصان الأشجار للتنقل بالحي في النهار ، لأن الليل بالنسبة لهم يستحيل التنقل فيه لانعدام وجود الإنارة العمومية مما يؤدي إلى انتشار الكلاب الضالة بالحي التي تستقطبها القمامة المنتشرة في كل مكان و خاصة بالهيكل العتيق لمسبح الحي الذي تم تعويض مياهه بالقمامة، فضلا عن الغياب التام لأي نوع من أنواع التهيئة. و عليه يطالب سكان هذا الحي السلطات المحلية بالتفاتة جادة تنتشلهم من المعاناة التي يتخبطون فيها وذلك بتسجيل عمليات استعجالية مختلفة تمكنهم من الاستفادة بأبسط حقوقهم التي قد توفر لهم جانبا من العيش الكريم وذلك ببعث عملية التصفية وربط حيهم بمختلف شبكات الصرف والتوصيل المتمثلة في الغاز والماء الشروب والصرف الصحي وبالوعات مياه الأمطار مع الأخذ بعين الاعتبار تهيئة الحي ودعمه بالإنارة العمومية للقضاء على استفحال ظاهرة انتشار الكلاب المتشردة و اللصوص .