ناشد سكان مركز العبور المعروف ب " دار الغولة" والواقع على مستوى حي سوسطارة الشعبي بأعالي العاصمة، السلطات المحلية لبلدية القصبة التدخل العاجل وترحيلهم إلى مساكن اجتماعية لائقة، منددين بسياسة " الأذن الصماء" التي تنتهجها حيال معاناتهم المتفاقمة نتيجة الأوضاع الكارثية التي يعيشونها منذ سنوات طويلة. بالمكان المسمى "دار الغولة" بسوسطارة، تعيش أكثر من 20 عائلة ظروفا معيشية مزرية منذ أكثر من 14 سنة، وهو تاريخ بداية معاناة هذه العائلات حيث استفاد السكان الحاليون لمركز العبور في سنة 1995 من قطع أرضية كحل مؤقت نظرا لعدم توفر حصص سكنية جاهزة آنذاك على أن يتم ترحيلها في مدة لا تتجاوز السنة كحد أقصى وهي الوعود التي لم توف لحد الساعة. مشكل السكن... من سيء إلى أسوأ أمام مشكل السكن الذي أرهق كاهل عدد من العائلات القاطنة بحي القصبة العتيق، بسبب ضيق مساكنها بشكل أصبحت لا تتسع فيه هذه المنازل لعدد أفرادها، منحتهم السلطات المحلية قطعا أرضية قام السكان ببناء بيوت أو بمعنى أصح "براكات" عليها وذلك على حسابهم الخاص دون أدنى مساعدة من السلطات التي لم تكلف نفسها عناء تسوية الأرضية التي بنيت عليها تلك "البراكات"، والتي كانت عبارة عن مقر لتعذيب الجزائريين في الفترة الاستعمارية، تم هدمه بعد الاستقلال، أين وعدوا بترحيلهم بعد مدة لا تتجاوز الستة أشهر أو السنة كحد أقصى حسبما أدلى به السكان ل "اليوم" . وأضاف محدثونا أن "هذا الحل الذي كان في بداية الأمر مؤقتا أضحى على ما يبدو مصيرا محتوما"، حيث أكد عدد ممن تحدثت إليهم "اليوم" أنهم قاموا بعدد من المراسلات والشكاوى الى مختلف السلطات العليا من أجل ترحيلهم الى سكنات لائقة، غير أنهم لم يجنوا سوى وعودا متكررة من البلديات المتتالية وحتى الولاة المتعاقبين. أوبئة منتشرة وأمراض متفاقمة وما زاد من معاناة قاطني مركز العبور، هو إصابة أغلبية أفراده بأمراض مزمنة كالربو والحساسية ومختلف الأمراض الجلدية، بالإضافة الى أمراض المفاصل التي ساهم في تفشيها الجو البارد داخل البيوت خاصة في ظل عدم توفر هذه المنازل على وسائل خاصة بالتدفئة. من جهة أخرى، عبر سكان "دار الغولة" بسوسطارة، عن استيائهم جراء عدم توصيل شبكة المياه والغاز الى سكناتهم، وهو ما يضطرهم الى اقتناء قارورات غاز البوتان بسعر قد يصل أحيانا إلى 250 دينار جزائري للقارورة. كما أن عدم ربط هذه السكنات بشبكة المياه، استدعى جلب هذه المادة من المدارس الابتدائية و"دار الحضانة" الواقعة بجوار الحي. وقد نددت هذه العائلات بتجاهل وتهميش السلطات المحلية لمطالبها، حيث اعتبر السكان أنهم دفنوا أحياء ب"دار الغولة" التي كانت في عهد الاستعمار مقرا لتعذيب المجاهدين الجزائريين. أما حاليا، فهو مقر لتعذيب مواطنين بطريقة جديدة مبتكرة.