زيادات بين 60و 150 دينار للكتاب الواحد عبر العديد من أولياء التلاميذ عن استيائهم من الركض بالأسواق الشعبية للبحث عن الكتب المدرسية نتيجة غياب بعضها بالمؤسسات التربوية، و ما زاد الأمر تعقيدا حسبهم هو ارتفاع أسعار الكتب المعروضة بالشوارع و الأرصفة بعدما كانت الملاذ الوحيد لهم و خاصة بالنسبة لذوي الدخل المحدود الذين تفاجئوا هذه السنة بارتفاع أثمانها مقارنة بالأسعار الرسمية . فخلال جولتنا بسوق المدينة الجديدة و جدنا أسعار الكتب المدرسية ملتهبة مقارنة بالسعر الأصلي الذي حدده ديوان المطبوعات المدرسية وهذا بفارق لا يقل عن 60 دينار بالنسبة للكتب الجديدة وحتى القديمة فثمنها لا يقل عن 150 دينار ، الأمر الذي قادنا إلى محاولة الاستفسار عن المكان الذي تجلب منه هذه الكتب و عن الفائدة من بيعها ،و قد صرح لنا بعض الباعة في هذا الإطار بأن الكتب يتم جلبها من عديد الولايات و خاصة من بعض مدارس الجزائر العاصمة و ولاية بومرداس و أحيانا من ولاية تيارت ووهران و يقوموا ببيعهم إياها مقابل ربح لا يقل عن 50 دينار في الكتاب و أحيانا 100 دينار و في بعض المرات يشترونها من باعة يعملون بالسوق السوداء بتلك الولايات الذين يقتنوها من المدارس و يقوموا بإعادة بيعها بوهران و يجعلهم ذلك يقومون بإعادة بيعه بأسعار تصل في بعض المرات إلى الضعف، لا سيما بالنسبة للكتب النادرة بالمدارس و أشار أحدهم بأنه يقوم بشراء كميات معتبرة من الكتب و يقوم بتخزينها بالمنزل ليبيعها مع بداية كل دخول مدرسي بالثمن الذي يتداول بالسوق السوداء و هذا لجني الفائدة لأن الثمن الأصلي يرجع لمن قام بتسريبها من المؤسسات التربوية ،علما أن هذه الأسعار موحدة بين جل الباعة الذين يقومون ببيعها فمثلا الكتاب الذي كتب على غلافه مبلغ 190 دينار يبيعونه ب250 دينار للجديد و 150 دينار للقديم و هو نفس ما يتم تطبيقه بالنسبة لباقي الكتب الأخرى و هذا لمختلف الأطوار ما يكشف المشكل الذي وقعت فيه بعض المؤسسات التربوية و الخلل الذي أحدث فيها و الذي انعكس على التلاميذ ،حيث لم يجد أولياؤهم سبيلا أمامهم سوى اللجوء إلى السوق السوداء و شراء الكتب لأبنائهم المتمدرسين حتى و لو كانت بأسعار مرتفعة لأنه لا يوجد حل أمامهم سوى ذلك . ونشير إلى أن تكرار هذا السناريو و غياب بعض العناوين بعدد من المؤسسات التربوية جعل العديد من الأولياء يشترون في نهاية السنة الدراسية الكتب المستعملة مقابل أثمان مرضية