طالب أولياء التلاميذ مديرية التربية لولاية عنابة أمس السبت بفتح تحقيق حول تداول كتب مدرسية بطبعتها الجديدة في الأسواق الموازية وبأسعار تفوق تلك الرسمية التي تباع في المدارس والمؤسسات التربوية . أخر ساعة قامت بجولة استطلاعية إلى تلك النقاط المعروفة بوسط المدينة منها التي تتواجد بالقرب من الصندوق الوطني للمعاشات وأخرى بمحاذاة المركز التجاري الكام سجلت وجود بعض الأشخاص يقومون بعرض كتب مدرسية جديدة للبيع وتخص الطورين الابتدائي والمتوسط وبأسعار ملتهبة مقارنة بالسعر الأصلي الذي حدده ديوان المطبوعات المدرسية في حين أن آخرين من بائعي الكتب القديمة يخزنون الجديدة في علب كرتونية وعند طلبها من قبل الزبائن يتم استخراجها خلسة بعد الاتفاق على المبلغ هذه الملاحظة جعلتنا نتساءل عن المكان الذي يجلب منه هؤلاء الباعة الكتب الجديدة وعن الفائدة من بيعها بأسعار أغلى من المدرسة. وعند استفسارنا عن مصدرها كون هذه الكتب لا تباع إلا في المدارس صرح لنا صاحبها بأنه اشتراها من عند ولي احد التلاميذ وكون هذه الكتب مطلوبة في السوق فإنه يعمل على إعادة بيعها بالسعر الذي يراه مناسبا. مصادر تربوية وبخصوص هذه القضية نفت أن يكون هناك تسريب للكتب من قبل المديرين أو المقتصدين لأن عملية توزيع الكتب الجديدة تتم حسب احتياجات كل مؤسسة تربوية وعملية التوزيع بالمجان تتم وفق القانون حيث تخص التلاميذ الذين استفادوا من منحة التمدرس المقدرة ب 3000 دج في حين أن عمليات البيع لا تخص إلا التلاميذ المتمدرسين بالمؤسسة التربوية حيث يمنع بيع الكتب لتلاميذ يدرسون بمدراس أخرى. في حين أرجعت أسباب وجود بعض أنواع هذه الكتب في الأسواق الموازية يعود ربما إلى قيام بعض أولياء التلاميذ المعوزين الذين تمكنوا من اقتناء كتب قديمة لأبنائهم ببيع الجديدة التي تمنح لهم بالمدارس بالمجان وهذا لا يخص جميع الكتب لان كتب النشاطات خاصة بالطور الابتدائي لمواد العربية والفرنسية والرياضيات لا يمكن استبدالها بالقديمة لأنها مستعملة خلال الموسم الدراسي الفارط . هذا وتعرف الأسواق الموازية هذه الأيام انتعاشا كبيرا في تجارة الكتب القديمة التي تباع بأسعار تزيد عن تلك الجديدة تصل إلى حدود ال50 بالمائة عن السعر الموجود على الغلاف. والجدير بالإشارة أن 51 ألف تلميذ من أبناء العائلات المعوزة بولاية عنابة والذين يدرسون في الأطوار الثلاثة استفادوا مع انطلاق الموسم الدراسي الجديد من الكتب المدرسية بالمجان زيادة عن منحة التمدرس.