الصالون الدولي للكتاب في طبعته ال20 سيشكل فرصة لعرض آخر المنشورات في العالمين العربي والعالمي جائزة آسيا جبار تنطلق بمعرض الجزائر الدولي للكتاب
تشكل ترقية "المقروئية" في بلادنا أحد الانشغالات الأساسية للسلطات العليا في البلاد، حيث سعت ولا تزال هذه الأخيرة جاهدة من أجل الظفر بهذا الرهان وترسيخه في الوجدان الجمعي لدى شريحة كبيرة من الجزائريين... لذلك عملت الدولة على استحداث العديد من الصالونات والملتقيات التي تشجع على المطالعة وقراءة الكتب وتثقيف النشء، على غرار الصالون الدولي للكتاب بالجزائر العاصمة وحتى الوطني بوهران، سطيف ومختلف الولايات الأخرى. وبشهادة الكثير من المختصين فإن هذه التظاهرات الثقافية، باتت ما يشبه "حصان طروادة" لاستهداف أكبر عدد ممكن من المهتمين بعالم الكتاب، بل وساهمت بشكل كبير في الرفع من مستوى "القرائية" في بلدنا بعد ركود دام لعدة سنوات، حيث زاد عدد دور النشر وارتفع عدد المراجع والكتب المطبوعة فضلا عن ارتقاء هامش الحرية لدى الكثير من الروائيين، الكتاب والأدباء، الذين أضحوا ينتجون الكثير من الأعمال الأدبية بالرغم من نقص الإمكانيات والعراقيل البيروقراطية التي يواجهونها، وبلغة الأرقام فقد شهدت جميع طبعات الصالون الدولي للكتاب حضورا وإقبالا جماهيريا كبيرا للقراء ومن مختلف الأعمار، الذين توافدوا بكثرة من أجل اقتناء الكتب والمراجع المعروضة من لدن مختلف دور النشر الوطنية والدولية، فضلا عن متابعتهم لمختلف الندوات والمحاضرات التي ينظمها كبار الأدباء والإعلاميين البارزين في الساحتين العربية وحتى الأوروبية، هذا دون أن ننسى طبعا الصالونات المحلية التي تنظم سنويا في المدن الكبرى، والتي صراحة لم تستجب كلية لانشغالات القراء، الذين اشتكوا من نقص الناشرين واقتصار التظاهرة فقط على الكتب الدينية، والمراجع الطبية وتفسير الأحلام وكتب الطبخ...إلخ كما تبقى هذه المحطات والمواعيد الثقافية سانحة كذلك لاكتشاف المواهب الجديدة في الحقل الأدبي التي تنشر أعمالها الفنية والإبداعية بغرض الاحتكاك بكبار المثقفين والاستفادة من خبرتهم الطويلة في المجال، فضلا عن توثيق عرى وجسور التواصل مع قرائهم ومعجبيهم الذين يتابعون جديدهم الأدبي بشغف ولهف كبيرين. وفي هذا الصدد ينتظر أن تشهد الطبعة ال20 للصالون الدولي للكتاب بالجزائر المقرر تنظيمها من 29 أكتوبر الجاري إلى 7 نوفمبر المقبل حضورا جماهيريا كبيرا، على غرار باقي التظاهرات السابقة، بالرغم من التراجع الطفيف في عدد العارضين، مقارنة بالطبعات الماضية خصوصا بعد تراجع الميزانية المخصصة لهذا الموعد الثقافي. إذ ينتظر حضور 620 ناشرا مقابل 659 ناشرا في 2014 أما العارضين فقد بلغ عددهم 290 عارض مقابل 267، وبالرغم من هذا الخفض في ميزانية تنظيم التظاهرة التي رصدت لها وزارة الثقافة 91 مليون دج، إلا أن هذا الأمر سوف لن يؤثر على سير الحدث الأدبي الذي يموّله العديد من المتعاملين الجزائريين. علما أن البلدان الإفريقية ستكون كالعادة في طليعة البلدان المشاركة في الصالون (34 عارضا) متبوعة بالبلدان غير الإفريقية (15 مشاركا) من بينهم فرنسا التي تشارك كضيف شرف. كما ستكون أمريكا حاضرة بخمسة بلدان من بينها الولاياتالمتحدة، كندا والبيرو. والأكيد أن هذا الصالون الذي يشكل ملتقى أساسي للمبدعين والمثقفين والروائيين، سيشهد كالعادة تقديم منشورات وكتب جديدة وبأثمان تنافسية تجعل القراء يقبلون على مختلف الأعمال الفنية الجديدة، مما يزيد من مستوى المقروئية في بلادنا التي بدأت رويدا رويدا تشهد عودة قوية في السنوات القليلة الماضية. ولعمري أن هذا المناخ الرحب الذي ما فتئ يترسخ عندنا بفضل حالة الاستقرار الأمني التي تشهدها الجزائر، سيكون فرصة للمؤلفين والأدباء من مضاعفة جهود الإبداع، والمشاركة بقوة في مختلف المسابقات الوطنية على غرار جائزة آسيا جبار للرواية التي سيعلن عن نتائجها يوم 4 نوفمبر، والتي قيل إنها شهدت مشاركة كبيرة للروائيين الذين يبحثون عن البروز والشهرة في هذا المسرح الثقافي الجميل والمتشعب. كما تشهد الدورة العشرون من معرض الكتاب الدولي في الجزائر الإعلان عن جائزة آسيا جبار للرواية في دورتها الأولى، والتي ستكون ضمن برنامج ثقافي حافل يرافق المعرض الذي تشارك فيه 46 دولة عربية وأجنبية ، كما تشهد التظاهرة أول مرة ندوة حول النشر والكتاب الإلكتروني، بالإضافة للقاءات تركز على التاريخ والحاضر والمستقبل عبر استحضار الأدب والعلوم الإنسانية، ويشارك في هذه اللقاءات باحثون وكتاب وأدباء جزائريون وعرب وأجانب.ويحتضن المعرض الذي ينطلق آخر أكتوبر لأول مرة اللقاء الأوروبي والمغاربي للكتاب في دورته السابعة، والذي تنظمه بعثة الاتحاد الأوروبي بالجزائر، إضافة إلى لقاءات أخرى ومحاضرات، وندوات ونشاطات ثقافية وأدبية.