من هو المريض العقلي ؟ المريض العقلي هو الشخص الذي يفقد الاتصال مع الواقع والحقيقة وتبادر في ذهنه أفكار لا علاقة لها بالواقع المعاش يمكن القول أنه هذيان إلا أنه يعتقد بوجودها ويصر على وجودها ولو برد فعل عنيف اتجاه محيطه للدفاع عنها. وهل يشكل هذا المريض خطرا على محيطه والمجتمع ؟ أول ما نشير إليه هو أن المريض لا يعترف بمرضه لأنه وببساطة يؤمن بتلك الأفكار التي تدور في مخيلته بالرغم من عدم وجودها و لذا فلن يأت لطلب العلاج لأنه في اعتقاده ليس مريضا وهنا العائلة هي التي من المفروض أن تقوم بذلك بمجرد ملاحظة بعض التصرفات الغريبة لهذا الشخص وكلامه الذي لا يمت بصلة مع الواقع لكن المؤسف هو أن الكثير من العائلات ترفض ذلك وتترك حالة ابنها تزداد تعقيدا إلى درجة العنف حيث تضطر هنا مجبرة على مرافقته إلى المصلحة طلبا للعلاج بعد تأكدها أنه بات يشكل خطرا عليها و على المحيطين به . إذا ما تم الإسراع بالشخص المصاب مع بداية ظهور الأعراض الأولى للمرض هل يمكن أن نجنبه حالة الجنون ؟ نعم لا بد على العائلة أن تسرع بابنها إلى المصالح المعنية المتخصصة في الأمراض العقلية مع ظهور الأعراض الأولى و التي يتقدمها الانطواء والعزلة والهذيان ومحاولة إقناع الجميع بأفكار لا علاقة لها بالواقع قصد تجنب تأزم الوضعية النفسية للمريض حيث يقوم الطبيب في هذه المرحلة الأولى بتشخيص الحالة ونوعها وبالتالي تكون نسبة الشفاء عالية . ماهي أنواع الجنون الأكثر شيوعا في الجزائر ؟ - أغلب الحالات التي تتوافد على المصلحة تخص الإصابة بانفصام الشخصية حيث تصيب واحدا بالمائة من المجتمع وفيها المصاب يفقد التواصل مع الحقيقة وهذا المرض له عدة أعراض منها انطواء المصاب و إصابته بالكآبة. كيف يتم التكفل بهم في المصلحة ؟ - إذا تم جلب هؤلاء من قبل الأهل في بداية ظهور الأعراض والتي سبق وأن تحدثنا عليها يتم بالمصلحة فحص المريض قبل ذلك عضويا لتشخيص حالته الصحية حيث قد يكون مصاب بداء معين وهنا يتم الاتصال بالأطباء المختصين لعلاجه علما أن المصلحة تمكن المريض من المكوث فيها لفترة لا تتعدى 48 ساعة فقط يتم بعدها تحويله إلى مستشفى الأمراض العقلية بسيدي الشحمي لمواصلة العلاج . وماذا عن المدمنين على المخدرات ؟ - المصلحة تستقبل مثل هذه الحالات لأن تعقد وضعهم الصحي من كثرة الإدمان قد يسبب لهم اضطرابات نفسية لذا علينا التكفل النفسي بهؤلاء على مستوى المصلحة . ما هي نسبة الوافدين على المصلحة يوميا من هؤلاء المدمنين؟ - تستقبل مصلحة الاستعجالات النفسية والعقلية عددا هاما من هذه الفئة بحيث واحد من ثلاثة أشخاص يقصدون المصلحة مدمنين على مختلف أنواع المخدرات بما في ذلك الكوكايين و الهيرويين وحبوب "الإكستازي" خاصة في السنوات الأخيرة حيث ارتفع عدد المدمنين على هذه الأنواع الخطيرة من السموم . لو تحدثنا عن رفض المؤسسات الاستشفائية كالإستعجالات الطبية والجراحية استقبال المجانين في حالة تعرضهم لحوادث أو أمراض عضوية ؟ - ما أؤكده لكم هو تطور مفهوم المرض العقلي ومعه تطورت الأدوية الخاصة بعلاج المصابين بهذا المرض النفسي إلى جانب تطور نظام العلاج خاصة وأن الجزائر حاليا أصبحت تستورد الأدوية من الجيل الثاني التي هي من الأنواع الجيدة و الأكثر فعالية وأقل تأثيرات جانبية على الذاكرة و بالتالي تغيّرت نظرة المجتمع للمجانين الذين يمكن لهم أن يتلقوا أي علاج أو تطبيب في أي مصلحة أو مؤسسة استشفائية جوارية وجامعية بدون أي خطر قد يحذق بالمرضى العاديين .
وماذا عن رفض العائلة لهذا المريض ؟ للأسف المشكل الوحيد الذي يعاني منه المرض بعد تماثله للشفاء هو الإعاقة الاجتماعية التي أعني بها رفض المجتمع وعدم قبوله لعودة هذا المريض وهو ما يزيد من تأزم وضعه النفسي مجددا وبأكثر حدة لهذا بات لازما على العائلة تقبل الابن المريض ومساعدته على الاندماج في المجتمع من جديد .