لا مناص في أنّ الجماعات الارهابية المتربصة بدول الساحل ترتفع تهديداتها الأمنية في منحى خطير دون أي مؤشر على الانحسار أو التراجع أو التقليل من وطأة العمل الارهابي المبرمج ضد مصالح الدول التي تنشط فيها أو مصالح دول أجنبية موجودة في الساحل كالولايات المتحدة و الغرب عموما . وربما الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن هناك عددا هائلا من المقاتلين المتطرفين من شمال أفريقيا الذين يقاتلون الآن أو قاتلوا سابقاً في الصراع السوري. وفي ظل عودة الكثير منهم إلى ديارهم وتمتعهم بالمزيد من الخبرة والمصداقية لدى الفئات المراد تجنيدها و أغلبها من الفئات الهشّة في الساحل الصحراوي. و من باب التهديد الذي يتربص بالساحل فإن الجزائر لا تقف مكتوفة الأيدي على جميع الأصعدة أمنيا سياسيا و اجتماعيا فقبل مبادرة انشاء رابطة علماء و أئمة و دعاة الساحل في نوفمبر 2012 تأسس مجلس رؤساء أركان بلدان لجنة الأركان العملياتية المشتركة لكل من الجزائر و مالي و موريتانيا والنيجر . و ايمانا منها بقدرة إرادة الشعوب على مواجهة التهديدات الارهابية بنفسها و عدم السماح بأي تدخل أجنبي في الشئون الداخلية للمنطقة لان "مثل هذا التدخل يعد تهديدا اخر". هو الموقف الذي تشرحه الجزائر للقوى الكبرى في كل المناسبات . كما أن الواقع أضفي الصفة الشرعية على حرب الجزائر في المكافحة المشتركة للإرهاب بعد سنوات المجابهة الفردية لهذه العلة إذ يشترك الإرهاب الدولي في القناعة والتكتيك والأهداف. ولذا، فإن تفكيك تنظيمات الارهابة و الحد من تمددها في المجتمعات مسؤولية تريد الجزائر إشراك إفريقيا فيها من خلال مجلس قيلدات أركان الجيوش الذي يعقد لقاءات عمل دورية للوقوف على الحصائل المنجزة في هذا المجال مع الدعم الكبير الذي تقدمه الجزائر لهذه الدول التي تكوِّن المجلس . وفي الواقع ، فإن هزيمة التنظيمات المسلحة في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل وصولا إلى أوروبا لا يمكن أن تتحقق إلا عن طريق دعم الجهود المحلية والإقليمية و التي تعتبر الجزائر شريكا ذا حجم فيها من منطلق اعتبارات عديدة أهمها الخبرة و الموقع و الامكانات الدفاعية. وتشدد دوما على ضرورة تبني إستراتيجية موحدة من أجل إرساء الظروف الملائمة للتطور الاجتماعي والاقتصادي واستقرار المنطقة و التفرغ لمحاربة الارهاب تحت كل أشكاله و تجريم منح الفدية ، إذ لا لا يمكن تحقيق كل الفعالية المرجوة دون الأخذ بعين الاعتبار الجانب الأمني في تنمية افريقيا و تبادل الاستعلامات في إطار تنسيق الأعمال على جانبي الحدود ، كما هو منصوص عليه في الآلية المعتمدة في هذا الإطار. و تتويجا لإستراتيجية في المرحلة الحاسمة ل مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة اللذين يضربان في كل مكان ، حيث وحده التوظيف للقدرات الخاصة بكل بلد في سياق ديناميكية جماعية كفيل بالسماح بتجاوز هذه المرحلة وتجنيب المنطقة آفة مستشرية. الامتداد الافريقي للجزائر و مسؤولية المرافعة الأمنية للقارة