ليكن في علمك أن في باريس قبلة و قهوة و عطر و برج إيفل العاتي و شمس تغرب و لغة بودلير و أجراس الكنائس و مآذن يعلو صوتها بالتكبير و قنبلة تنفجر . و أن في القدس مآذن تهلل و أقصى يتوجع ، وجع التاريخ و طفل يحمل حجرا بيده الصغيرة و ثكلى تبكي طفلها الساقط جسده الضعيف و شيخ بترت ساقه من هول القنبلة التي انفجرت بباريس و أن شاعرا يبسط في الأرض بقصائده يتغني بالحياة بالحب بالعشق بالهيام بالغرام بالوردة المتفتحة وحيدة في الشتاء بالأساطير العابرة و الحالية ليشهد له التاريخ أنه مات منسيا في ركن زاوية بعيدا عن العظمة و ليكن في علمك أن رؤياك و أفكارك كلها تبعثرت بعدما كانت على ورق أصفر حديث انفجرت القنبلة يوم أحرقت كتب ابن رشد و تهاوت كلماتك في النسيان للأبد و ليكن في علمك أنك فقدت فصاحة اللسان يوم نسيت نفسك من تكون ؟ ....نسيت أنك إنسان .