في صخب العناق، يوجعني الضوء الوفير بيننا·· فلا أنت تراني، ولا أنا أراك·/ يدك ترتجف عند خاصرتي، أيوجعها الصد أم شحن الكهرباء·/ عطشى منك، أخشى أن يوجعني الماء·/ أقتصد في فرحي عند اللقاء، ليقتصد الوجع مني عند الفراق·/ يوجعني الصمت الذي ليس يفشي بأسراره·/ يوجعني انشطاري العنقودي، بينكئ،و بينك، وبينك ·/ توجعني الشجرة التي تروي ما ليس يدرك·/ توجعني النجوم على نافذتي، والشاطئ مرصوف بالزنبق ، وبهزارب صغيري ليس هنا·/ هذه البلاد·· أتوجع منها، أتوجع عليها·/ يوجعني حال كاتب، يسود أوراقه، مادحا ، ممجدا·· مبهورا بسرته·/ طاولة ·· توجعني، عليها آثار كفيك، يرسمان قبلة·· ومقعد صغير ، يحن مثلي إلى قدميك·/ توجعني خطب·· تهش على أغنامها، فندخل زرائبنا خانعين·/ يوجعني الليل ·· ينظر من شباكه إلى نهار، راحل، يجر شمسه، وخيوله المسرجة بالضوء، وفاكهته، وضجيجه، وعرباته الملونة، وورده المزدحم بالشوق، يلم حريره من فوق الماء، و يمضي، يترك الليل وحيدا ، ينام في العراء·/ توجعني الوردة ·· يوجعها غصنها المبتور·/ يوجعني طفل، يتوسده الرصيف، ومن أعلى الشرفات، تهدهده خطبة الزعيم·/ توجعني فراشة، تلم ألحانها العالقة بالشوك، وتنتحب، تحصي ما ضيعته النار·/ يوجعني مفتاح الصمت، حين يدور مرتين·/ ولدت على ظهر فرس، ومازال يوجعني الرحيل·/ ما أوجع هذا الأرق·· يتسرب النعاس إلى الوسائد، إلى المصباح·· إلى الكتاب·· إلى السرير·· وأبيت أمسح على شعر النوم ، كي ينام·/ موجعة صغار الأسماك·· في غفلة من الصياد، تفلت من الشباك هباء، وتعود إلى الماء بلا حراك·/ صوته يرن في علبة رأسي·· - الحق يعلو!!! - كم توجع الحقيقة يا أبي: الحق يعلى عليه·/ موجعة هذه المدينة ·· تنام على حسرة، وتفيق على حيرة، كأنها عشيقة إبليس·/ هذا الزمان أوجع من زمانك ·· -يا سقراط لماذا شربت الكأس كله!!!·