ما تزال معاناة مرضى السرطان بغليزان مستمرة في ظل عدم استيعاب خلية لمتابعة الأورام السرطانية تتسع لأربع أسرة الأعداد الكبيرة للمصابين الذين يقصدونها للعلاج من جميع أنحاء الولاية و ولايات مجاورة ،. فلا تستطيع هذه الخلية التي تعرف اكتظاظا مواجهة الاعداد الكبيرة للمصابين بالداء ، بحيث يتم التكفل بتشخيص عدد محدود منهم ، فيما ينتظر المئات مواعيد تتجاوز 6 أشهر ، الأمر الذي يجعل حالتهم تسوء إضافة الى نقص في مادة العلاج و التي في غالب الاحيان ما تكون قليلة أو منعدمة بالنسبة لبعض أنواع السرطانات ما يتطلب انتظار احضارها من وهران أو من ولايات اخرى . و بحسب الاحصائيات فإن هناك حالات جديدة سنويا تضاف الى عدد الحالات المسجلة و يحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى ، و في هذا الصدد فإن هذه الخلية التي تم استحداثها منذ 5 سنوات ،تشكو من قلة الأطر الطبية و الشبه طبية ، و أيضا من ضيق الفضاء الذي يضم مكتب و أربعة أسرة للمصابين ، فهي تستقبل يوميا عشرات المرضى و يتم الكشف يوميا من 10 الى 15 مريضا كأدنى تقدير و يخضع من 8 الى 10 مريض للعلاج الكيميائي في اليوم ، و يبقى ذلك غير كافي لتتبع جميع الحالات ، مما يتسبب في عدم التكفل الجيد بهم ، كما أن الطاقم العامل بخلية المتابعة و التوجيه كان في السنوات الماضية يتشكل من أخصائيتين في الأورام السرطانية ، لكن حاليا مع غياب أخصائيين في المجال فيتم التكفل بهم على مستوى مستشفى وهران بالإضافة إلى وجود طبيبة عامة و أخصائية نفسانية و أربعة ممرضين منهم رئيس مصلحة ، و من المرضى رجال أو نساء يعانون من مشاكل التكفل الجيد بهم حسب البعض منهم ، سيما و أن المؤسسات الاستشفائية بالولايات الأخرى لم تعد تستقبلهم بعد فتح هذه الأخيرة بغليزان ، و ما يضاعف من معاناة المرضى صعوبة الظفر بموعد للخضوع للعلاج الكيميائي أو حتى للتشخيص يضيف هؤلاء المرضى ، فكل هذه النقائص مازالت تشكل معوقا أساسيا أمام مكافحة داء السرطان بالمنطقة ، رغم تكاثف جهود الجهات الوصية لمواجهة هذا الداء من أجل التكفل بعلاج المرضى و الذين أصبح عددهم في ارتفاع مخيف و خاصة في السنوات الأخيرة . و قد بلغ عدد حالات الاصابة بداء السرطان خلال السنة الجارية ، حوالي 500 حالة ، تم خضوع أقل من نصف عددهم للعلاج بالشيميو ، في حين لم يتم التكفل بالآخرين من ناحية العلاج الكيميائي الى حد الآن ، و تشير المعطيات المقدمة أن عدد المرضى الذين استقبلتهم الخلية المجهزة منذ أواخر سنة 2010 ، بلغ حوالي 279 مريضا سنة 2011 ، و في سنة 2012 ، فقد تم احصاء 179 مصابا ، و وصل العدد الى 1094 مريضا خلال سنة 2013 ، و 300 حالة في 2014 ، حيث يتم التكفل بالبعض منهم من حيث العلاج الكيميائي و المساعدة بالأدوية و تقديم وصفات العلاج و إخضاع البعض منهم للعلاج في البيت ، فيما يتم توجيه بقية المرضى نحو مختلف مصالح العلاج الكيميائي بالمؤسسات الاستشفائية الجامعية لوهران و البليدة و تلمسان و غيرها ، كما توفر الخلية إجراء بعض التحاليل والأشعة لعدد من الأمراض كسرطان الثدي و البروستاتا و القولون و المعدة .المرضى من جانبهم اعتبروا أن استحداث خلية التي يأملون في توسيعها و زيادة عدد الأسرة بها للتكفل ببعض أنواع الأورام انفراجا كبيرا بالنسبة لهم الى جانب المساهمة في التخفيف عن معاناتهم و عبء التنقل الى ولايات وهران و الجزائر العاصمة و تلمسان و معسكر و بلعباس طلبا للتشخيص و بحثا عن العلاج . الدكتور عبد الحميد عواد ، رئيس جمعية "شريان الحياة "لمرضى السرطان لولاية غليزان من جانبه ، أكد أن عدد المرضى المصابين بداء السرطان في " ارتفاع مهول " ، لذا لم تتمكن التغطية الصحية أن تشمل جميع المرضى من أجل مكافحة هذا الداء الخطير ، نظرا لكثرة الضغط على خلية متابعة الأورام السرطانية بمستشفى محمد بوضياف ، مضيفا في السياق أن المرضى يعانون أيضا من مشكل عدم قبول التكفل بهم لدى تنقلهم الى مؤسسات استشفائية بولايات الوطن بحجة وجود خلية بالولاية ، و أشار الى أن غياب مختصين في الأشعة على مستوى المؤسسات الاستشفائية بالولاية رغم توفرها على أجهزة سكانير ، ضاعف من غضب و تذمر المرضى ، مؤكدا أن توسيع هذه الخلية الى وحدة و بذلك رفع عدد الأسرة من أربعة الى ثمانية قد أصبح ضروريا في ظل تزايد عددالمرضى