فرحة الأطفال بالزي التقليدي و الحناء تحتفل العائلات الوهرانية بعيد المولد النبوي الشريف من خلال إعداد المأكولات الشعبية والحلويات التقليدية في أجواء احتفالية بهيجة تتخللها الزغاريد و الشموع المضيئة ، حيث لا يمكن الإنكار أن الوهرانيين يولون أهمية كبرى لهذه الاحتفالية الدينية الهامة التي من شأنها أن تجمع شملهم في ظروف حميمية صادقة و ألفة ومحبة ، فخلال ليلة المولد النبوي الشريف يجتمع أفراد العائلة بما فيهم الأطفال الصغار حول مائدة مزيّنة بالشموع يرددون أغاني وقصائد دينية معروفة على غرار "زاد النبي وفرحنا به" ، " يا سعدي زاد النبي وفرحوا به الملائكة" ، "طلع البدر علينا " وغيرها من الأناشيد الدينية ، كما يتم وضع الحناء للأطفال الذين يظهرون بأبهى حلة من خلال لباسهم التقليدي المطرز بالخيوط الذهبية الجميلة ، لاسيما الفتيات الصغيرات اللائي يتباهين بالشدة التلمسانية و في يدهن الشموع الملونة والمنمقة بالشرائح البراقة ، وما يميز الاحتفالية أيضا هو الهدايا التي توزع على الصغار وكذا أشهى الحلويات التقليدية و الحلوى بكل أنواعها ، في حين تفضل النسوة الجلوس حول صينية الشاي المزينة بالطمينة و المكسرات ، إذ يجدن متعة كبيرة وهن يرددن المديح الديني وسط الزغاريد المدوية هنا وهناك ، يأتي هذا في الوقت الذي يتوجه فيه الرجال نحو الزوايا والمساجد التي تحتضن بدورها احتفالات المولد النبوي الشريف من خلال الخطب الدينية و الجلسات التوعوية و حلقات الذكر، إلى جانب المسابقات الدينية في حفظ القرآن الكريم وتوزيع الجوائز على الأطفال و المجتهدين .. وبدورها فإن العائلات المستغانمية لا تزال هي الأخرى تحافظ على عاداتها و تقاليدها في احتفالات المولد النبوي الشريف ، إذ لا تمر المناسبة الدينية دون أن تشم روائح العطر و العنبر و البخور بمنازلها ، ناهيك عن تحضر أشهى الأطباق التقليدية و تنظيم العديد من الجلسات العائلية بحضور الأقارب والجيران للم الشمل والحفاظ على صلة الرحم ، فتتعالى الزغاريد و تنشد القصائد في مدح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وغيرها من العادات الأخرى التي نجدها في كل بيت جزائري لا زال يحافظ على تقاليده في طرق الطبول والمدائح الدينية وقراءة القرآن الكريم ..