-الأسباب البشرية وراء 80c/o من حوادث المرور. يحتاج الناقلون والقابضون بولاية وهران إلى تكوين وتربص لاسيما الخواص منهم للرفع من مستوى الخدمات التي يستوجب تقديمها للزبائن، بما فيها كيفية التعامل معهم، فضلا عن السياقة في حالة الإزدحام داخل الحافلة، ويأتي هذا التكوين وفق ما هو منصوص عليه في مضمون قانون النقل والمرور منذ 2001، كونه يعتبر أهم عائق خارج عن اختصاص الناقلين ويحول دون احترافيتهم، وقد سبق للنقابة الوطنية للناقلين أن طرحت اقتراحا يقضي بقيام المدرسة الوطنية لتطبيق تقنيات النقل بتأهيل مدارس تعليم السياقة حتى تضطلع بتكوين الناقلين. لاسيما وأنّ وسائل النقل تعتبر شريان كلّ مدينة والتي تعكس مدى تطورها وازدهارها، فعاصمة الغرب الجزائري مقبلة على احتضان حدث رياضي هام خلال سنة 2021، المتمثل في الألعاب المتوسطية، الأمر الذي يستوجب على المسؤولين وعلى رأسهم وزارة النقل أن يتخذوا الإجراءات اللازمة للإهتمام بجانب التكوين المتعلق بالناقلين والقابضين الذين لايمت أغلبهم لكلّ المواصفات المعمول بها على المستوى العالمي من حيث نقل الزبائن وكذا غياب النظافة. حيث يعتبر غياب التكوين وعدم احترافية الناقلين من الأسباب الرئيسية المؤدية لحوادث المرور المميتة و الدليل على ذلك أن 80% من حوادث المرور تقع نتيجة أسباب بشرية، منها 55% يتسبب فيها سائقون لم تمر سنتان على منحهم رخص السياقة، وهو ما جاء به قانون 2001 الذي يؤكد وجوب امتلاك كل سائق حافلة أو سائق نقل جماعي لشهادة تأهيلية، وتعتبر عملية منح هذا الديبلوم من مسؤولية الدولة، غير أن هذا الاختصاص لم يفتح لحد الآن. "إيطو" نموذجا للاحترام والنظافة فمدرسة السياقة هي المحطة الأولى المسؤولة عن هذه الحوادث، لأنها لا تكوّن الفرد للسياقة الصحيحة، ولا تحترم الحجم الساعي الكافي لتعلمها في وقت من المفروض أن تعمل هذه الأخيرة على زرع ثقافة احترام قانون المرور والالتزام به، فهناك ضرورة حتمية لمراجعة ومراقبة نشاطها، لأن الأمر يتعلق بسائقين لديهم تفاوت في المستويات المادية والفكرية وفي الآراء والاتجاهات والنظرة إلى الحياة مع باقي أفراد المجتمع، علما أن عوامل السن والجنس والخبرة والحالة الجسمانية والنفسية وغيرها تؤثر في عدم احترامه لقانون المرور. وبالإضافة إلى ذلك يحتاج هؤلاء الناقلون إلى تنظيم يعمل على حلّ إشكالية تداخل مواقيت الخطوط المشتركة في المسار، من خلال تخصيص مواقيت متعاقبة وفق فاصل زمني ملائم. فمن ناحية التنظيم والنظافة تبقى مؤسسة النقل الحضري "إيطو" نموذجا لذلك على مستوى ولاية وهران، وذلك من حيث البذلات التي يتم توفيرها للسائقين والقابضين من جهة، فضلا عن احترام مواقيت الإفراغ والشحن، ناهيك عن احترام الزبائن وعدم تجاوز قدرة استيعاب الحافلة من حيث عدد الركاب، حيث يجد مختلف شرائح الزبائن راحتهم التامة على متن هذه الحافلات، ولايسعنا في الأخير سوى الإشارة إلى أنّ قوانين النقل ببلادنا بحاجة إلى نصوص تنظيمية تتعلّق بالعقوبات الإدارية، وذلك للحد من التجاوزات الحاصلة في قطاع النقل.