ارتفعت مؤخرا أسعار الخبز اليابس الموجه لتغذية الأنعام عبر البلديات الرعوية لولاية عين تموشنت إلى 250 دج للكيس الواحد بعدما كان لا يتعدى سعره خلال السنة الماضية والسنوات التي قبلها إلى 100 دج وهي مادة أساسية تستعمل عند الموالين لتغذية الأبقار والأنعام على حد سواء وقد أصبحت في الوقت الراهن وبسبب ندرة الأمطار مادة ناذرة بسبب تلاهف الشباب البطال على جمعها من مختلف الأحياء وعبر جميع المدن الحضرية منها بصفة خاصة من أجل بيعها بأسعار مرتفعة وفي دردشة قصيرة مع أحد الشباب الذي يقوم بجمع مادة الخبز اليابس لتغذية أبقاره عبر أحياء مدينة عين تموشنت ذكر هذا الأخير أن أسعار هذه المادة ارتفعت إلى حد الجنون بسبب شح السماء مما جعلهم يضطرون إلى جمعها بأنفسهم مرة كل أربعة أو خمسة أيام ليتم كسرها وإعطائها بعد خلطها بمواد أخرى للعجول. ولأن مادة الخبز أصبحت مادة ناذرة فقد لجأ العديد من الأطفال الذين لا يدرسون ولا يزاولون أي مهنة أو حرفة في جمعها عبر فترات متفاوتة من كل يوم ليبيعونها للموالين بسعر 250 دج للكيس الواحد حيث يتوافدون على العمارات والأحياء الشعبية . وحسب الموالين فإن الأوضاع المناخية الحالية هي التي جعلت العلف والخبز اليابس والنخالة والذرى ترتفع أسعارها وفي نفس الوقت لم يقطع الأمل في هطول أمطار خلال فصل الربيع. ومن ضمن العائلات المتضررة من شح الأمطار هناك عائلة من عين تموشنت قامت ببيع بقرة وعجلها الصغير بسعر 24 مليون سنتيم وهو مبلغ جد زهيد نظرا لسلالة البقرة وهي فرنسية تنتج الحليب بغزارة وحسب صاحبة المزرعة فقد لجأت إلى بيعها بسبب غلاء العلف الذي يقدر ثمنه بحوالي 3 آلاف دج للقنطار . ورغم معاناة الموالين بعين تموشنت إلا أنهم مصرين على تدبر أمرهم ريثما تهطل الأمطار التي هم في حاجة ماسة إليها رافضين أن يقومون ببيع أبقارهم أو مواشيهم علما أن مربي أبقار الحلوب الموزعين على أربعة وحدات لهم إحتياط كافي من العلف حسب أجندة كل موال.