بسبب الأرقام المخيفة المتعلقة بانتشار ظاهرة تعاطي الكيف و الكحول و أقراص الهلوسة في الوسط التربوي ارتأت جريدة " الجمهورية "أن تكشف الستار عن هذه الآفة المسكوت عنها من خلال تحقيق ميداني رفقة مختصين في المجال من فرقة حماية الأحداث للمجموعة الاقليمية للدرك الوطني ومخبر السموم للمستشفى الجامعي لوهران الدكتور بن زرجب و أخذ رأي المسؤولين و أهل الاختصاص . و قد أكدت مصادر عن أمنية مطلعة ارتفاع عدد القصر المدمنين على تعاطي السجائر والمخدرات ومختلف انواع المهلوسات إلى جانب تناول المشروبات الكحولية ومادة الغراء وهذا ضمن الاحصائية المسجلة خلال الفترة الممتدة ما بين الفاتح من جانفي إلى غاية 31 ديسمبر من سنة 2015 . وجاءت أرقام مخبر السموم التابع لمستشفى بن زرجب مؤكدة لذلك من خلال المعاينة الميدانية والفحوصات التي أجريت بالوسط المدرسي بوهران فتبين أن 597 تلميذ تتراوح أعمارهم ما بين 13 إلى 22 سنة يدمنون على شرب السجائر بنسبة 11 بالمائة من العدد الاجمالي ، فيما أوضحت الفحوصات أن 9 بالمائة يتناولون المشروبات الكحولية و 5 بالمائة منهم مدمنون على المخدرات بكل أنواعها من مادة القنب الهندي المعروف بالكيف و الأقراص المهلوسة وبالتالي فإن هذه السموم باتت تهدد هذه الشريحة الحساسة من مجتمعنا و تدفعهم إلى عالم الانحراف والجرم بكل أنواعه إضافة إلى التسرب الدراسي و الغوص في مستقبل مجهول ومظلم حيت تجعل متعاطيها يركد إليها كلما وجد الفرصة المناسبة و تحوله إلى شخص يضعف أمام مواجهة واقع الحياة وتسبب له في إعاقة تحد من نمو مهاراته العقلية مما يؤدي حتما إلى الفشل الدراسي وفقدان العلاقة العادية مع محيطه الاجتماعي حيت يصبح إنسانا متخوفا من أن يكشف أمره في أي لحظة وبالتالي يمكن أن يتحول إلى منحرف ثم مجرم قد يرتكب أفعالا شنيعة في حق أقرب الناس إليه كالوالدين و الأشقاء . وفي نفس الإطار كشف تقرير من مخبر السموم و علم الصيدلة أن الكحول و كذا السيجارة والمخدرات باتت تعرف رواجا كبيرا وخطيرا وسط المتمدرسين بمختلف الأطوار خاصة لدى الطور الثانوي وتحولت الى آفة حقيقية تمس هذه الشريحة الحساسة من المجتمع وتدمر مستقبلهم . فبعد أن سيطرت ظاهرة تعاطي المخدرات على فئة كبيرة من مجتمعنا خاصة فئة الشباب ها هي اليوم تتجه و بعنف شديد نحو البراءة وكشفت نفس الدراسات أن 2 بالمائة من التلاميذ الذين خضعوا لهذه الفحوصات والاستجوابات لكشف الادمان لديهم تبين أنهم يتعاطون المخدرات و 2 بالمائة مدمنين على شرب الكحول . كما أجريت دراسة أخرى على 40 تلميذا مستهلكا للمخدرات و الكحول ، حيث أثبتت الإحصائيات أن 71 بالمائة من هؤلاء يستهلكون القنب الهندي في حين أن 10 بالمائة منهم مدمنين على الكحول و 6 بالمائة يتناولون الأقراص المهلوسة مختلفة الأنواع . وخلال البحوث التي أجريت من قبل المختصين للكشف عن سبب بلوغ آفة الادمان في الوسط التربوي وبالأخص بين القصر تبين أن 48 بالمئة من التلاميذ يستهلكون المخدرات و الكحول للهروب من المشاكل المختلفة منها الاجتماعية كانفصال الوالدين أو وفاة أحدهما و الفقر والحرمان عدم النمو في بيئة سليمة والخلافات العائلية التي لا تحل و الترعرع في وسط اجرامي أو في حي يكثر فيه الإجرام ومرافقة أصدقاء السوء وعدم متابعة الأولياء لأبنائهم وانعدام لغة الحوار بين الأهل والتلميذ . و منم من يتناول هذه السموم لإثبات نضوجه خاصة مع التحولات الفيزيولوجية التي تحدث للذكور والإنات و التي يعتبرها المختصون في المجال أنها مرحلة تنقل المعني بالأمر من طفل إلى بالغ فيرى أنه من الأنسب أن يشرع في تعاطي المخدرات والسجائر لإثبات وجوده في المجتمع خاصة في ظل غياب الحوار والتجاوب مع الأسرة والنصيحة التي تنفعه في مثل هذا العمر.