تحول مستشفى الامير عبد القادر الواقع في حي بوعمامة (الحاسي ) والمتخصص في مكافحة السرطان هذه الايام الى مستشفى "ميت اكلينيكيا " اذ اصبح بدوره بحاجة الى انعاش سريع لإنقاذه بعدما تعطلت اجهزته الحيوية المستخدمة في علاج السرطان وحتى تشخيصه بينما اصبح مركز حقن الدم بهذا المستشفى يعاني مشكلا عويصا، يتمثل في تعطل الاجهزة المتخصصة في فصل مكونات الدم وانتاج ما يعرف بصفائح الدم البيضاء وكذا البلازما وحسب ما علم من مصادر طبية من المستشفى فقد عاد مسلسل تعطل الاجهزة الطبية التي يتم استيرادها بالملايير من الخارج ، لتصبح بعد مدة قصيرة ديكورا يزين قاعات المؤسسات الصحية بسبب افتقار قطاع الصحة سواء بوهران او الولايات المجاورة لمختصيين في تصليح اعطاب هذه الاجهزة ، واشارت المصادر الطبية التي سئمت بدورها من تكرر هذه المشكلة التي تعاني منها كافة المؤسسات الصحية بالجزائر الى تعطل جهازين طبيين ، الاول خاص بفصل مكونات الدم وانتاج الصفائح الدموية البيضاء، وكذا جهاز تحديد موقع الورم السرطاني في الجسم وساهم تعطل جهاز فصل مكونات الدم وإنتاج البلازما وصفائح الدم البيضاء في خلق واقع مرير بهذه المؤسسة التي تستقبل المرضى من 14 ولاية بغرب البلاد ، وترتكز مهمة هذا الجهاز الطبي الحساس والبالغ الأهمية في مجال مكافحة السرطان يقوم بتوفير مكونات الدم، في وقت اقل، لاسيما توفير البلازما التي تبلغ مدة صلاحيتها سنة كاملة، ومع تعطل هذا الجهاز بات الطاقم الطبي التابع للمركز، يلجا لفصل مكونات دم المرضى عن طريق جهازين بديلين لكن العملية تستغرق وقتا كبيرا ،مما يساهم في تفاقم معاناة المرضى حيث يوفر الجهاز البديل عددا اقل من اكياس الدم مقارنة بالجهاز المعطل، و كان ذات المركز يزود المستشفيات الاخرى بالصفائح الدموية، قبل تعطل الجهاز،ولم تقتصر معاناة المرضى على تعطل جهاز فصل مكونات الدم وانتاج ما يعرف بالبلازما بل زادت الأمور تعقيدا عقب تعرض جهاز تحديد مكان السرطان في جسم المصاب ، إلى عطب ، ولم يتم تصليحه منذ ما يقارب الشهر حسب ذات المصادر ، و ترتب عن هذا العطل الجديد في هذا الجهاز الحساس الغاء المواعيد المبرمجة المتعلقة بتحديد مكان الورم السرطاني بالجسم، بينما عاد مسلسل تاجيل العلاج بالاشعة للمرضى المبرمجين للعلاج ، اذ لا يستفيد المريض من هذه الجرعة الا اذا تم تحديد مكان السرطان بدقة عن طريق الجهاز الذي ساهم تعطله في تفاقم وضع المئات من المصابين الذين بحاجة الى جرعات اشعاعية للقضاء على الاورام قبل ان تلتهم اجسادهم وتقضي عليها جراء الانتظار الطويل الذي قد يستغرق اشهرا ،وكثيرا ما يلقى المرضى حتفهم بسبب انتشار الاورام في الجسم نتيجة فترة الانتظار الطويلة للحصول على جرعة علاج بالاشعة 80 سريرا فقط لاستقبال المصابين بالسرطان من 14 ولاية ! وقد لا يتم استقبال المصاب بهذا الداء العضال نتيجة تشبع المستشفى بالحالات المستعصية التي تتطلب المكوث بالمستشفى الذي كان في السابق مخصصا للاطفال ،لكن افتقار الجهة الغربية للوطن لمؤسسات صحية متخصصة اجبر هذه المؤسسة الاستشفائية لاستقبال البالغين ،وامام المشاكل التي يعاني منها قطاع الصحة في الجهة الغربية زادت معاناة مرضى السرطان بهذه الجهة التي يشكل هذا المستشفى املهم الوحيد للظفر بفرصة حياة وجرعة اشعة (مجانية ) ، وزادت في هذه الايام شكاوى المتوافدين الى مستشفى الامير عبد القادر المتخصص بالاورام السرطانية بالحاسي من مشكل عدم قبولهم من طرف المصالح الطبية المختصة، لاسيما وانهم قاموا منذ ازيد من شهر بايداع ملفاتهم لدى المصالح المختصة ورغم ذلك لم تقدم لهم اي مواعيد على الرغم من تدهور حالتهم الصحية، تحملها وحسب بعض المصابين فان الطاقم الطبي طالبهم بالعودة الي منازلهم والانتظار الى ان يتم الاتصال بهم هاتفيا، الامر الذي اثار استيائهم وغضبهم، خاصة وان وضعهم الصحي يتازم يوما بعد يوم ، وبات الموت يتربص بهم في اي لحظة، ويكمن اساس المشكل في افتقار المؤسسة لطاقة استيعاب كبيرة تمكنها من استقبال الجميع ،اذ لا يمكن لمستشفى يستقبل مرضى من 14 ولاية تقريبا ان يوف العلاج للمصابين بطاقة استقبال تقتصر على 80 سريرا فقط المستشفى يراسل الوزارة لطلب اسرة اضافية و اجهزة بديلة لتوفير العلاج واكدت مصادر ادارية من مستشفى الامير عبد القادر لعلاج الاورام السرطانية ان تعطل جهاز فصل مكونات الدم وانتاج البلازما لا يؤثر بشكل خطير على مسار علاج المرضى المصابين بمختلف انواع السرطان، اذ حسبهم لا يتوقف المستشفى بتعطل جهاز او جهازين حيث يتوفر بالمؤسسة اجهزة بديلة تفي بالغرض ، اما فيما يخص جهاز تحديد السرطان بالجسم فقد اوضحت الادارة ان المؤسسة الصحية تتوفر على مختصين تقنيين يمكنهم متابعة الاجهزة ومعرفة سبب العطب ،حيث انتدب المستشفى لهذه المهمة مختصين من الولاياتالمتحدةالامريكية التي تم استيراد الجهاز منها وبخصوص ازمة الاسرة غير الكافية لتلبية طلبات جميع المرضى المتوافدين فقد اوضحت نفس المصادر ان مرضى السرطان غالبا ما لا يحتاجون المبيت في المستشفى، حيث يعالجون في نفس اليوم وفي الموعد المحدد ولا حاجة لبقائهم في المؤسسة الاستشفائية ، لكن الادارة سعت في هذا الاتجاه وراسلت وزارة الصحة واصلاح المستشفيات للمطالبة بضرورة تعزيز مستشفى الامير عبد القادر باسرة اضافية من شانها تخفيف معاناة المرضى، لاسيما وان المستشفى اصبح قطبا استشفائيا للمصابين بداء السرطان، حيث يتوافد اليه المرضى من عدة مناطق غربية و من الجنوب الغربي . وللاشارة يتوفر مستشفى الامير عبد القادر المتخصص في مكافحة سرطان الاطفال على 80 سريرا، ويضم 5 مصالح رئيسية ، على غرار مصلحة علاج اورام السرطان للاطفال، ووحدة خاصة بالرضع، وحدة العلاج المكثف، وحدة الاستشفاء اليومي للاطفال، كما يضم مصلحة علاج الاورام السرطانية للكبار ،وحدة العلاج بالتداوي، علاج الالام، وكذا العلاج الكيميائي، ومن جهة اخرى تحتوي مصلحة العلاج بالاشعة على وحدة العلاج بمسرعات الاشعة، وحدة العلاج بالتدفق العالي ، وحدة الاستعجالات ، كما يضم المستشفى مصلحة للاشعة مزودة بكافة التجهيزات بها وحدة التصوير بالرنين المغناطيسي، وحدة التصوير بالماموغرافيا، بالاضافة الى كل من وحدة التصوير بالاشعة والايكوغرافي. كما تتمتع المؤسسة بمخبر مجهز بكافة التحليلات البيوكميائية،. ناهيك عن مركز حقن الدم ، بالاضافة الى مجمع هيدروكميائي، كما يؤطر هذه المصالح 18 بروفيسور ، 47 طبيب وكذا 51 طبيب مقيم ،وازيد من 200 عون شبه طبي في مختلف التخصصات، و 28 عون اداري.