بلحاج محمد تقني سامي في الرياضة لبى دعوتنا من أجل أخذ إنطباعاته حول واقع الرياضة المدرسية بولاية وهران والأوليات المدرجة والبرامج المسطرة التي تم اتخاذها مؤخرامن أجل النهوض بالرياضة المدرسية التي كانت منبع الرياضة الجزائرية في جميع الأنواع، بلحاج محمد هو أصلا »لاعب سابق لفريق شباب مسرغين لكرة اليد، حيث لعب في عدة نوادي، والعهد الجميل مع مولودية وهران في وقت عمالقة كرة اليد الجزائرية على غرار بن جميل ودوبالة أسطورة كرة اليد بالإضافة بن محراث وعدة وجوه كبيرة في هذا المجال، ليلتحق بعدها إلى المعهد الوطني للرياضة بعين الترك، وتخرج سنة 1991، حيث أصبح إطار دولة في الرياضة، ولاختيارنا لبلحاج لأنه يعتبر من الإطارات الذين تم إدماجهم في المدارس حسب البرنامج المسطر بين وزارتي الشباب والرياضة، والتربية والتعليم حسب الإتفاقية المبرمة قبل ثلاثة سنوات ولتفاصيل أكثر أقمنا معه هذا الحوار: كيف ترى واقع الرياضة المدرسية بولاية وهران؟ - منذ ثلاث سنوات تم إتخاذ قرار من طرف مسؤولي الرياضة بوهران أن العودة إلى المدارس هي الفرصة الوحيدة من أجل النهوض بالرياضة بصفة عامة، وعلى هذا الأساس تم إنشاء محوران الأول في المدارس الإبتدائية وهو ما يسمى »مدارس DJS« داخل المؤسسات حيث تعتبر هذه المرحلة أولية وتمهد الطريق كما هو قادم، حيث تم تأسيس بعدها أقسام الرياضة والدراسة والتي هي في المتوسطات، حيث تم تخصّص ثلاث متوسطات بولاية وهران لمختلف التخصصات وهي متوسطة مفدي زكرياء، لمسرغين لرياضة كرة اليد، وبن سعيد لرياضة ألعاب القوى بالإضافة لكرة الطائرة، ويتم اختيار التلاميذ حسب المقاييس المتفق عليها، وهاتين المرحلتين تعتبر أن الأساس كما هو قادم في المستقبل. ما هي الأولويات المدرجة للبرنامج المسطر من طرف مديرية الشباب والرياضة؟ - مؤخرا إلى لبّ وهي المدارس أين تتوفر على المادة الخامة، بالإضافة إلى أن الشريحة التي تم الإعتماد عليها تسير بطريقة منظمة، هذا ما يجعلنا نتفادى الفوضى التي تتعرض لها بعض الجمعيات الرياضية، وذلك مع مراعاة المستوى الدراسي، حيث يعتمد على أصحاب المعدل 12 في قسم واحد، وذلك من أجل تجنب العراقيل وتكون الأمور في إطار منظم، تسهل من عملية الإندماج والعمل والوصول في الأخير إلى البرامج المسطرة، رغم أن هناك بعض المؤسسات لها بعض المسيرين من يعرقلون هذا المشروع، وذلك لجهلهم الكبير لهذا المشروع الذي يعود بالفائدة على المدرسة أو المؤسسة التربوية التي تم إنشاء فيها هذا المشروع. هل الميزانية المخصصة كافية لهذا المشروع أم لا؟ - نعم هناك ميزانية مخصصة أجهل قيمتها لكنني متأكد أن المديرية رصدت ميزانية كافية لتكوين هذه المواهب وصقلها وأظن أن حسن التسيير هو كفيل بأن يتم صرف هذه الميزانية وتغطيتها لجميع الحاجيات. على ماذا تعتمدون تقنيا لإكتشاف المواهب داخل المدارس؟ - أولا الملاحظة والتي تعتبر العامل الأول لكي تستطيع اختيار نخبة من الأقسام الدراسية، أما ثانيا فيتم حصر أصحاب الحالة البدنية الأكثر جاهزية خاصة من الناحية المرفولوجية. وذلك بعد الإختبارات الفنية وهي العامل الثالث لاكتشاف المواهب تقنيا، وذلك في مدة زمنية لا تفوق 15 يوما، وكل هذه الإختبارات والمراحل تكون بعد مراعاة المعدل الذي لا يكون تحت نتيجة 12 وهذا هو شرط أولى من أجل تكوين قسم رياضة ودراسة. في رأيكم سيكون هناك متابعة في هذا المشروع لبقية الأجيال القادمة في إطار منظم؟ - لعلمكم أن هذه التجربة ليست جديدة على الجزائر، وإنما هناك مدرسة درارية بالعاصمة، نجحت كثيرا في هذه التجربة وكونت عدة رياضيين أولمبيين في تخصصات مختلفة، وهذا ما سيكون بعد سنة من الآن لأنه مرّ على المشروع ثلاث سنوات وبقي موسم واحد، وبعدها سوف يتم إنشاء هذا المشروع على مستوى الثانويات، وذلك بعد المرحلة الثانية وهي أربع سنوات في المتوسطات، فأنا أظن أن هذا المشروع سوف يتبع في المستقبل، والهيئات المعنية تعمل مع كل مرحلة من أجل أن ينجح وتكون هناك نتائج بعد عمل كبير وذلك نتيجة التأطير الذي يسعى إليه مسؤولونا في الرياضة. منذ سنوات لم تنجب الرياضة المدرسية المواهب مثلما كان يحدث في السبعينيات والثمانينات؟ فإلى ماذا يرجع ذلك؟ - إذا كنت تريد معرفة الحديث عن حجم الساعاتي للوقت فأظن أن أربعة ساعات في اليوم لن تكون في مجملها لصالح الرياضة وإنما تنقسم على عدة منشآت، حيث يتم توكيل لنا المهمة منذ وجبة الغذاء والتي تأخذ الكثير من الوقت، حتى يتسنى للتلميذ الإسترجاع والمباشرة التدريبات وفي بعض الأحيان نقيم أقل من ساعتين هذا ما يجعلنا لا نصل في بعض الأحيان إلى الوقت الحدد، وأظن أنه في المستقبل سوف يتم إيجاد حلول لهذا المشكل، الذي لا يؤثر بصفة كبيرة على المشروع في الوقت الراهن، لكن في المستقبل قد يعرقله إذا لم يتم إيجاد حلول في أسرع وقت. هل واجهتم عراقيل من طرف مسيرين بالمؤسسات التربوية؟ - أنا حاليا بمتوسطة مفدي زكرياء ولم أتعرض لأي مضايقة لحد الآن، لأن كل المسيرين في هذه المؤسسة رياضيين من المدير الذي يعتبر (عداء سابق) إلى اخر فرد بالمؤسسة، لكني سمعت أن بعض التقنيين مثلي يعانون من هذا الجانب في مؤسسات أخرى خاصة عندما يكون المسيرون في تلك المؤسسات بعيدين كل البعد عن مفهوم الرياضة، هذا ما يعرقل من عمل التقنيين الذين يعانون من هذا الجانب، والذي يعتبر أمهات المشاكل في الوقت الراهن. بصفتك إطار مختص في رياضة كرة اليد، هل سيعرف هذا الإختصاص انتعاشا بهذا المشروع؟ - نعم... وهو الذي يحصل حاليا بمسرغين، حيث استطعنا في ظرف ثلاث سنوات أن نغذي جمعيات الرياضة بهذه المنطقة بالتلاميذ، وهذا يعتبر إنجازا في حد ذاته، وفي الأخير أطالب النوادي التنسيق مع المدارس لكي تستغل الطاقات الشبانية، وهذا ما يعود بالمصلحة على الرياضة الجزائرية.