نفوق المئات من المواشي والإبل وانقراض الثعالب، الذئاب والأرانب أثار خطيرة لبقايا التجارب الكيميائية التي أجرتها القوات الفرنسية بوادي الناموس (بشار) هذه الجرائم الاستعمارية لا يزال يواجهها عامة سكان الجنوب الكبير في صمت رهيب إلى يومنا هذا. حيث يصارعون أوضاعا صحية لا تطاق لاسيما خطر سموم "الرهج" من بقايا تجارب الإشعاعات النووية الاستعمارية المدفونة بمنطقة وادي الناموس والتي تكشفها سنويا الفيضانات وتزيد من انتشارها الرياح بأراضي ومراعي وادي الناموس التي تعتبر من المناطق الجنوبية الغربية التي تضررت كثيرا بالتجارب النووية خصوصا خطر بقاء سموم مادة "الرهج" التي تهدد صحة المواطنين والمواشي وعامة الحيوانات البرية والبيئة بصحراء وادي الناموس الواقعة في الحدود بين ولايتي البيض وبشار تحديدا على مسافة حوالي 120 كم عن بلدية البنود جنوب ولاية البيض... حيث روت لنا مجموعة من السكان بمرارة صارخة ما يواجهونه من مخاطر في ظل بقاء الجرائم النووية الاستعمارية مردومة ومنتشرة بوادي الناموس بالرغم من مرور حوالي أكثر من 5 عقود على الاستقلال، وأكد هؤلاء السكان أن المشكل الخطير المطروح، حاليا، هو أنه خلال هبوب الرياح وتساقط الأمطار، فإن هاذين العاملين يزيدان من انتشار النفايات النووية على وجه الأرض، حسبما أكده بعض الشيوخ الذين عايشوا أحداث التجارب النووية منهما السيدان (ر. أحمد) 68 سنة و(ب.أحمد) 87 سنة، حيث استمعنا بإسهاب لشهادتهما التي يندى لها الجبين حين تذكرا همجية الاستعمار الفرنسي أثناء تطبيق تجاربه على الحيوانات التي كانت تموت ببطء بدون أية رحمة أو شفقة، بغض النظر عن التأثيرات الصحية التي يصارعها الكثير من سكان البدو الرحل الذين يخيمون سنويا بمراعي هذه المنطقة الملغمة منذ سنة 1960. لذا يأمل عامة سكان الجهة أن تصل صرخاتهم عبر جريدة "الجمهورية" إلى كافة السلطات المحلية والولائية والعليا بالبلاد لإزالة هذه الحقول الجرثومية التي تهدد البشرية والحيوانات على حد سواء.. للعلم أن الدولة قامت بتسييج مناطق الخطر لحماية المواطنين، لكن للأسف تعرضت في السابق لنهب كبير بالرغم من خطورة المكان على صحة الإنسان. للتذكير فإن الاستعمار الفرنسي قام بتجاربه بمنطقة المعمورة (الفرعة) بصحراء وادي الناموس واستغل الشعاب الواسعة التي تحولت الأن حسب المتضررين إلى أوكار للجرائم الحقيقية التي تركها العدوان... وفي هذا السياق أشار أحد السكان إلى أن الكثير من الحيوانات البرية كالأرانب والثعالب والغزلان والطيور والزواحف تأثرت بالإشعاعات حيث تراجعت أعدادها بشكل ملحوظ عن السابق علاوة عن هلاك قطعان الإبل والغنم التي أبيدت خلال العقود الماضية هذا دون أن ننسى خطورة الوضع على عائلات الرحل بهذه المناطق الجنوبية، حيث بات هذا الموضوع الخطير يؤرق الكثير، لاسيما وأن التأثيرات النووية لا تزال إلى اليوم تؤثر على مناطق ولاية أدرار وصحراء وادي الناموس التي تستقطب الآلاف من الموالين الذين يرعون رؤوس مواشيهم من مختلف مناطق الوطن في هجرة نحو مراعي الجنوب لاستغلال إخضرار المراعي في أعقاب ما تجود به السماء كل خريف. من جهة أخرى رجحت بعض الأطراف خلال السنوات الماضية أن انتشار مرض يسمى "بوبصباص" في وسط الثروة الحيوانية بالمراعي الجنوبية، راجع إلى خطورة تأثيرات سموم "الرهج" بالرغم من الإجراءات الصارمة التي تقوم بها الدولة لحماية كافة الحيوانات المهددة بالانقراض ودور السلطات ببلدية بني ونيف بولاية بشار في التوعية الوقاية والوقوف بجانب السكان خلال زياراتهم للمنطقة حسب محدثينا . تجدر الإشارة إلى بأن السكان بهذه المناطق يعانون حالات لشتى الأمراض الخطيرة منها مرض السرطان والعمى والإعاقات، التشوهات الخلقية التي انتشرت كثيرا خلال السنوات الماضية، علما أن الوضع يحتاج إلى تقصى الحقائق من قبل مختصين على ضرورة التعجيل في إعداد دراسات علمية وبيئية وصحية للوصول إلى نتائج وقائية للتكفل بسكان وادي الناموس والمناطق الأخرى المعنية. ومن أهم الانشغالات والمطالب التي يطرحها هؤلاء السكان، أنهم يأملون من السلطات المختصة والمعنية بإزالة بقايا التجارب الفرنسية ووضع حدا لها بصفة نهائية بوادي الناموس التي يقطنها حاليا اكثر من 1000 نسمة، وتطهير هذه المناطق واسترجاع الأمل في الحياة بوادي الناموس.