لم تأخذ صحراء وادي الناموس أو ''شعبة الرهج'' كما يسميها ضحاياها الواقعة بالجنوب الغربي الجزائري، بين ولايتي البيّض شمالا وبشار جنوبا، حقها من التناول الإعلامي والبيكترولوجي والبيئي على خلفية التجارب الكيمياوية والنووية التي أجرتها فرنسا بالمنطقة على فترات في ستينيات القرن الماضي. وتجمع الكثير من الشهادات والكتابات على قلتها، على أن إشعاعات هذه التجارب التي مازال يعاني منها سكان المنطقة وصلت أعراضها إلى سكان فيقيق المغربية المتاخمة لبني ونيف الجزائرية شمالي ولاية بشار. وتكاد تخلو المقررات المدرسية الجزائرية من الإشارة إلى التجارب الفرنسية النووية والكيمياوية بصحراء وادي الناموس في الجنوب الغربي الجزائري، بعد التناول المحتشم لتفجيرات رفان بولاية أدرار ومناطق أخرى لا تزال قيد التكتم الرسمي. وأشار عدد القليل من الجزائريين الأحياء الذين سمح لهم الاستعمار بالاقتراب من مركز التجارب الذي لا يزال قائما بوادي الناموس على مساحة تتجاوز هكتارين قبل توسيعه، تتوسطه بناية حجرية ضخمة من ثمانية أبواب ونوافذ حديدية، إلى أنها كانت تستعمل لتجميع أنواع محددة من المواشي والحيوانات المستعملة في التجارب قبل نقلها بطائرات خاصة إلى فرنسا. ويعرف لحد اليوم سكان بني ونيف 100 كلم شمالي ولاية بشار أن عائلة كاملة هلكت بعد أن نقل أحد أفرادها من منطقة التجارب، إناء نحاسيا يشبه ما يسمى محليا ''مهراس أو مهراز'' يستعمل عادة لطحن مستحضرات الأكل. غير أن أفراد هذه العائلة قضوا جميعا بعد استعمال مأكولاتهم بهذا المهراز. ولا تنقص الأمثلة غير الموثقة بالمنطقة لحد الآن، خاصة وسط البدو الرحل الذين يطلقون على منطقة التجارب ''شعبة الرهج'' بعد تسجيل وفيات كثيرة وغير موثقة سواء وسط الحيوانات والماشية والطيور التي تقتات من بقايا نفوق الإبل. وذكر عارفون بالمنطقة أن العشرات من أنواع النباتات وخاصة الحلفاء غابت من صحراء وادي الناموس ''شعبة الرهج''. وقد ازدادت الوفيات وأعراض التشوه وسط البشر والحيوانات والمواشي السنوات الماضية بعد أن استولى السكان المحليون على سياج حديدي وضعته السلطات العسكرية الجزائرية على موقع التجارب الذي لم ينظف بعد خمسين سنة من هذه الكارثة. وربط سكان من المنطقة بقاء خطر التسمم النووي بغياب حشرة النحل حسبما سمعوه من مختص في البيئة. وأشارت كتابات مغربية على ''النت'' تواجد مقبرة خاصة بمدينة فيفيف المغربية خاصة بضحايا السرطان من تجارب وادي الناموس.