أكد عشية أول أمس رئيس مصلحة الأرصاد الجوية بالبيض بأن الولاية لم تشهد اضطرابات جوية منذ مدة إلا خلال منتصف شهر نوفمبر الماضي حيث تهاطلت كمية من الأمطار فاق مقياسها حوالي 90 ملم كانت نافعة للزرع والضرع التي تزامنت تقريبا مع عملية الحرث ومنذ هذا الشهر لم تشهد مناطق الولاية تساقطات مطرية بل تواجه اجتياح موجة جفاف التي تستمر إلى يومنا هذا أثرت سلبا على مرحلة انتعاش البذور المزروعة التي جفت تربتها في ظل ارتفاع مصاريف سقي المحاصيل الزراعية بالمضخات الكهربائية والمازوتية. الأمر الذي جعل عامة الفلاحين يدقون ناقوس الخطر على المحاصيل الزراعية "البور " بالأراضي المغروسة بالشعير والقمح التي تعتمد أساسا على مياه الأمطار خصوصا بمناطق سواس والكاف الحمر و الرقبة والزريديب وبريزينة..وحسب ما أشارت إليه مجموعة من الفلاحين بمناطق متفرقة لاسيما بالأراضي الفلاحية بكل من الأبيض سيدي الشيخ و بريزينة وأربوات بأن شح السماء خلال الموسم الفلاحي الجاري قد تضرروا منه كثيرا لأن غالبية المزارعين المختصين في إنتاج الحبوب يعتمدون منذ القدم على زراعة البور المرهونة بنزول الغيث وعلى سياق الاضطرابات الجوية أضاف رئيس مصلحة الأرصاد الجوية بأن السكان والسلطات على مستوى ولاية البيض قد استخلصوا الكثير من العبر من الكوارث الطبيعية التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية (2008 و2011 ) لاسيما الخسائر الكبيرة التي مست معظم القطاعات خلال سنة 2008 حينها سجلت السلطات ببلدية الأبيض سيدي الشيخ خسائر في المحاصيل الفلاحية والتي قدرتها بعض المصادر بإتلاف ما يزد عن 500 هكتار من البطاطا وهلاك حوالي 3500 رأس من الغنم وقد تضرر أكثر من 340 فلاح بعدة مناطق بأربوات والأبيض سيدي الشيخ ..أما خلال فيضانات 2011 تضررت منها كثيرا مدينة البيض عاصمة الولاية حين فاض وادي الدفة بقوة مياه الأمطار والتي تعدت إرتفاع 11 م عن مستواه المعتاد الذي كان لا يتعدى في السابق 6 م وتسبب في هلاك 12 شخصا وإنهيار حوالي 2000 بيت بمحاذاة الوادي وجرف مساحات هامة من الخضروات "بحقول الخناق" وعلى هذا السياق لقد إتخذت السلطات المعنية عدة إجراءات منها منع البناء بالقرب الأودية وتحذير الفلاحين من مزاولة نشاطاتهم الفلاحية بمجاري الأودية تفاديا للخسائر وحمايتها من تدفق السيول عبر معظم الأراضي الفلاحية والزراعية وبغض النظر عن الدعم اللوجيستيكي التي تسارع به السلطات الوصية لمواجهة الكوارث الطبيعية وكذلك أضاف رئيس مصلحة الأرصاد الجوية بأن خلال التنبؤات بقدوم اضطرابات جوية تقوم مصالحهم بإعداد تقارير حول الطقس وترسلها إلى الوصايا بالعاصمة وأما مصلحة الأرصاد الجوية بالبيض تقوم بإعداد نشريات حول الأحوال الجوية وتوزع برقيات على مستوى البلديات والدوائر لتوخي الحيطة والحذر على قدوم الاضطرابات للسهر على سلامة السكان وتفاديا للخسائر وناهيك عن مساعي كافة الجهات المسؤولة .أما الفلاحون يقومون بحماية محاصيلهم بوضع حواجز تقليدية على الأراضي وحسب أحد الفلاحين السيد (ب.الشيخ ) بأنهم يواجهون منذ سنوات خطر تدفق مياه الوادي الشرقي بمنطقة الرقبة أثناء تهاطل الأمطار حيث تداهم السيول مساحات هامة من منتوجات الخضروات كالبطاطا والبصل وكذا النعناع لاسيما كما حدث خلال أمطار نوفمبر الماضي تحولت معظم الحقول إلى طين الذي غطى المنتوجات نتيجة غياب السدود بالأبيض سيدي الشيخ وناهيك عن الخسائر التي يتكبدها الكثير من الفلاحين خلال انخفاض درجة الحرارة التي تصل إلى أكثر من (– 5 )تحت الصفر بالبيض ويقول احد الفلاحين "بأن الجليد قد يؤثر سلبا على المحاصيل ولا طاقة لنا لمواجهته "وللعلم ان ولاية البيض لكونها منطقة رعوية بامتياز يصارع معظم مواليها خلال الاضطرابات الجوية قلة إمكانيات النجدة في المراعي حيث تتضرر الكثير من قطعان المواشي بعوامل الرياح وتساقط الأمطار والصقيع.