تسببت الكمية الكبيرة الثلوج التي تهاطلت مؤخرا على ولاية متسغانم والتي بلغ علوها اكثر من 40 سم ببعض المناطق في اتلاف الكثير من المحاصيل الزراعية، فتلك التساقطات الكثيرة والتي دامت اكثر من اسبوعين تسببت في اتلاف عشرات الهكتارات من محصول البازلاء (الجلبانة) التي كانت في مرحلة النضج، سيما وان فلاحي الولاية عمدوا هذه السنة الى غرس مساحات واسعة من هذا النوع من الزراعة، خاصة بدوائر بوقيراط، سدي لخضر وعشعاشة، وهو ما جعل سعرها يرتفع في السوق إلى اكثر من 100 دج للكيلوغرام الواحد. كما تضرر مربو النحل من هذه التقليات الجوية، حيث البارد القارس نتيجة التساقط المستمر للثلوج الذي أدى الى هلاك مئات من خلايا النحل بعد ما عجز أصحابها في تأمين درجة الحرارة المناسبة التي لم تعتد عليها هذه الحشرة في مثل هذه الفصل، الأمر الذي جعل الناشطين في هذا المجال يطالبون بالتعويض للسماح لهم بمواصلة نشاطهم الذي عرف انتشارا في الاونة الأخيرة، حيث يوجد اكثر من 6 آلاف مرب بربوع الولاية. الأمطار الغزيرة والبرودة الشديدة كانتا كذلك سببا في انتشار داء الميديو الذي أتى على منتوج الطماطم داخل البيوت البلاستيكية التي تكثر ببلديات الجهة الشرقية من الولاية، خاصة ببلدية اولاد بوغالم التي تتوفر لوحدها على اكثر من 5000 بيت بلاستيكي، حيث عجز منتجو الطماطم من التقليل من هذا المرض الذي لازال يكلفهم خسائر فادحة في كل موسم فلاحي ولم تنجح معه المعالجة اليدوية، سيما في ظل غلاء الأدوية الكيماوية، كما تضرر منتوج البطاطا في الكثر من المناطق، خاصة وان الولاية معروفة بزراعة البطاطا المبكرة، فالثلوج اتلفت براعم هذه المادة مما سيقلل من المردود الإجمالي خلال عملية الجني ويقلل من هامش الربح لدي الكثير من منتجي هذا النوع من الزراعة الذي اصبحت تعرف به ولاية مستغانم والتي اصبحت تحتل المراتب الأولى في الانتاج على مستوى الوطني، وما يؤرق الفلاحين بالولاية هو غياب التأمين على هذه المحاصيل الزراعية، مما سيزيد من حجم خسائرهم ويحيل الكثير منهم على البطالة الإجبارية، أو العزوف عن خدمة الأرض.