رغم ما تملكه اندية وهران من ميزة خاصة تجعلها رائدة في تكوين اللاعبين الذي يصنعون أفراح فرق النخبة إلا أنها بقيت ملازمة للاقسام الدنيا ومهما صنعت من أبطال ونجوم ستبقى مجرد مدارس مجهرية لا موقع لها ضمن خارطة الساحرة المستديرة، ففرق الغرب الجزائري تتمتع بميزات تحلم بها باقي فرق الولايات الأخرى، والمتمثلة في الثروة البشرية أو بالأحرى المواهب، فجل الأندية أو المدارس بالباهية تعرف نجاحا كبيرا في صقل الكفاءات البشرية الشابة للفئات الصغرى، رغم والعراقيل التي تقف في طريق التكوين من نقص في الإمكانيات المادية والبيداعوجية ضف إلي ذلك الضعف في التسيير وسياسة البريكولاج المنتهجة أمام مرأى القائمين على الرياضة بوهران، لكن الاهم بالنسبة للكثير من المسؤولين هو ترقب الافراج عن الاعانة دون التفكير في مصلحة ومستقبل النادي ، بل أنها تيقنت بما لا يدعو للشك أن مديرية الشباب والرياضة لوهران لن يكون بمقدورها تجميد الإعانات، وهو ما لا يزعج مسيري هذه الفرق التي تستعمل الجمعيات الرياضية كغطاء على سياسة النهب المكشوف على المباشر، فغياب المحاسبة جعلها لا تكترث لأي تهديد من الإدارة العمومية التي تضخ الملايير من أجل تسديد منح المباريات أو اللعب على البقاء أو غالبًا ما تكون على مقربة لتحقيق الصعود لكنها في الأخير تفشل لحاجة في نفس يعقوب، لتتحجج بالكولسة لأن الإعانة لا تكفي. هناك فرق نسمع عنها قبل أن تستعيد الجزائر لسيادتها ، أي قبل الإستقلال ففرق كبيرة بالباهية تتكلم عن تاريخها العريق الخالي من الإنجازات، وعلى سبيل الذكر لا للحصر فمن لا يعرف عميد الأندية الوهرانية، فريق إتحاد وهران "ليزمو"، هذا النادي الذي يكفيه شرفًا أنه ساهم إبان الثورة التحريرية وكان له الفضل في أن تقوم جبهة التحرير الوطني ببعض عملياتها الفدائية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يعد ثاني فريق مثل الجزائر في المحافل الدولية إبان الإستعمار من اجل الترويج للقضية الجزائرية، وبعد الإستقلال بقي عميد الاندية الوهران يتخبط في الوحل، رغم محاولات البعض إنتشاله من الغرق لإعادة النادي إلى الواجهة ، لكن الفرق لم تقم له قائمة بعدما أصبح لوهران فرق أخرى مثل مديوني الذي يعتبر الوريث الشرعي إن صح التعبير لفريق لم يعش طويلاً وهو جمعية "بولونجي"، وحمل الغوالم المشعل، ووصلوا إلى القسم الثاني لكن هذا لم يدم طويلاً لأسباب تبقى معروفة لدى الخاص والعام بالحي العتيد، أما جمعية وهران فهذا الفريق الذي يعتبر بوابة المواهب التي تصنع "العجب" تكاد ان تكون الآن عقيمة بل أنها بلغت سن اليأس وأصبحت تنتدب لاعبين من فرق أخرى حديثة النشأة، ليصبح فريق لازمو يكنى ب "المصعد" فمرة ينشط في قسم النخبة ليعود الى القسم الثاني،. أما بخصوص الفرق التي تعودت على جحيم الجهوي الاول والثاني، فهناك اندية بوهران كسبت لقب الخبراء في الأقسام الدنيا، ويكفي أن نذكر بلايلي، عواج، بونجاح، بن عطية والقائمة طويلة، حتى نتجه إلى فرق مثل رائد غرب وهران "أرسيجيو" رائد وهران "أرسيو" و"كاب" بلانتير فهذا الثلاثي وحده صنع لاعبين من ذهب، إلا انهم ولغاية الآن يغرقون في وحل الأقسام السفلى، وأصبحت مفردة التكوين الذريعة التي يختبئ من ورائها مسيرو بعض الفرق الذين قبلوا بالفشل مقابل عدم التنازل عن كرسي الرئاسة، فهمهم الوحيد هو الإعانة إن ضخت في وقتها أم لا، فلا منهجية ولا تخطيط طويل المدى سوى أهداف لا تجسد على أرض الواقع.