شكلت إشكالية " وسائط الإعلام و الاغتراب" من خلال مقاربات سوسيو-أنثروبولوجية ، محور يوم دراسي وطني ، نظمته وحدة البحث حول الثقافة و الاتصال و اللغات و الآداب لكراسك وهران أمس بمقرها، بالتنسيق مع مخبر الدراسات الاتصالية و الإعلامية لجامعة مستغانم، شارك فيه نخبة من الباحثين و الأساتذة الجامعيين، يمثلون مختلف ولايات الوطن، الذين سلطوا الضوء كل من زاويته و حسب دراسته و وجهة نظره، على مفهوم الإغتراب، كما استعرضوا الحقائق الاجتماعية و الثقافية، ذات الصلة بالاغتراب، و كذا توفير المقولات التحليلية و المعرفية، كأدوات أساسية و مهمة لتحديد نسقه، مرتكزين في ذلك على التراث النظري لمدرسة فرانكفورت، و أيضا على استقصاء دور الوسائط الإعلام الكلاسيكية و الحديثة، في توطين و استنبات الاغتراب الثقافي و الرمزي في مجتمعاتنا المحلية، و قد تطرق المشاركون أيضا في هذا الملتقى الوطني، الذي بادرت بتنظيمه اللجنة العلمية المتكونة من الدكتور و مدير وحدة البحث مولاي الحاج مراد ، و الدكتور الحاج سماحة الجيلالي رئيس المشروع، و كذا الدكتور مالفي عبد القادر، و الأستاذ مرواني محمد، و منسق الملتقى الدكتور و باحث بالوحدة العربي بوعمامة ، إلى جملة من المحاور الهامة لتحليل الإشكالية المطروحة، باعتبار أن البحث في الاغتراب، يقتضي بالضرورة، الرجوع إلى سياقاته التاريخية، و منطلقاته الفلسفية، حيث تناولوا بالتفصيل التأثيرات الثقافية للتلفزيون كمصدر للاغتراب الفردي والجماعي، و الإعلام و التأثير الثقافي، و دوره في الاختراق الرمزي للقيم، و كذا مدى تأثير التلفزيون على تشكيل و بناء شخصية الطفل، و الاستعمال المفرط للأنترنت ، كوسيلة باتت أكثر من مهمة و ضرورية، لها إجا بياتها وسلباتها، و علاقته بظهور الاغتراب النفسي و الجماعي لدى الشباب، و أيضا الهوية الافتراضية بين الذات الأصيلة و الذات الزائفة، التي اتسمت بالتفكير المنهجي و التحليل الدقيق للإشكالية المطروحة، سمحت بمعالجة هذه الظاهرة من جوانب مختلفة، رغم مفاهيمها المتعددة، بعيدا عن دراسات "المايكرو" والموضعية، التي عادة ما تجرى على المجتمعات الصغيرة، أو نقاط جد محددة من الظاهرة، مما قد يغيب الحقائق و الصور الشاملة.