افتتحت، أمس، فعاليات الملتقي الوطني الأول حول فكر العلاّمة مولود قاسم نايت بلقاسم، بجامعة باتنة، الذي حضرته زوجة المرحوم، وتمحورت حول البحث عن إجابة لسؤال الهوية والآنية عند هذا المفكر الجزائري الكبير، وشهدت مشاركة نخبة من الأساتذة الباحثين القادمين من مختلف جامعات الوطن. تحدث عبد الحميد مهري، في الجلسة الافتتاحية، عن التلازم القائم بين فكر وشخصية مولود قاسم، الذي لطالما تميز بنهم وتعطش للمعرفة، وحرص دائم على اكتساب الخبرات، مضيفا أنه عرف بتركيزه على الجزائر، مجتمعا وشعبا وتاريخا، وهي المعالم التي شكلت محور فكره وإسهاماته في العديد من القضايا المطروحة. وأوضح مهري، الذي يترأس مؤسسة مولود قاسم، أن تلك الصفات هي التي ميزت الراحل في كل مراحل حياته النضالية، قبل وأثناء الثورة وفي مرحلة الاستقلال، مشيرا إلى أنه أسهم فيها كوزير في إنعاش الفكر الإسلامي، من خلال الملتقيات الدولية التي جمع فيها شتى المشارب الفكرية الإسلامية المتباعدة، بروح متفتحة على كل الآراء. وعبر المتحدث عن رفضه للآراء والمواقف التي تحمّل تلك الملتقيات مسؤولية بروز الإسلام السياسي المتطرف، وكذا العنف السياسي الذي شهدته الجزائر في التسعينيات من القرن الماضي، مؤكدا بأن الظاهرة لم تقتصر على الجزائر، بل شملت مختلف الدول الإسلامية وحتى العلمانية منها، كتركيا وتونس. وأضاف عبد الحميد مهري أن تحميل ملتقيات الفكر الإسلامي المسؤولية يعبر عن قصور في تحليل الظاهرة بكل مقوّماتها الفكرية والسياسية ''كمن يحمّل الإدارة التي منحت الاعتماد لحزب سياسي معيّن مسؤولية أعماله''. وحثّ مهري أساتذة الجامعة الجزائرية على إجراء تقييم موضوعي علمي وجريء، ووضع النقاط على الحروف من قبل المختصين لكل ما أنجز في الجزائر المستقلة، في الجوانب المادية وكذا الفكرية المتصلة بالمشروع النوفمبري، الذي دعا إلى تأسيس جمهورية ديمقراطية اجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية. وتساءل المتحدث قائلا: ''ماذا بقي من محتوى بيان أول نوفمبر ضمن المبادئ الإسلامية في الدولة الجزائرية؟''. من جهته، تطرق الدكتور موسى زيرق، مدير جامعة باتنة، إلى أهمية الملتقى لسبر أغوار شخصية مولود قاسم، الفكرية والعلمية، في السياقات التاريخية التي عايشها المرحوم. ويناقش المشاركون في هذا الملتقى الفكري العديد من المحاور، أبرزها إشكاليات ومفاهيم الهوية والآنية عند مولود قاسم، والهوية في الفكر الجزائري والعربي والفكر الغربي في زمن العولمة.