مئات الأطفال في قائمة الانتظار من المنتظر أن يتم إجراء ثلاث عمليات جراحية لزراعة قوقعة الأذن لأطفال تقل أعمارهم عن 4 سنوات و ذلك على مستوى مصلحة أمراض الأنف و الأذن و الحنجرة بالمركز الاستشفائي الجامعي بن زرجب بوهران و ستشرف رئيسة المصلحة البروفيسور برّادة على العمليات الجراحية المبرمجة بعد غد الأربعاء و يسعى الطّاقم الطبي لذات المصلحة منذ عدّة سنوات إلى مكافحة داء صمم الأطفال عن طريق زراعة قوقعة الأذن ،هذه العملية التي كانت في الماضي تجرى لأطفال جزائريين بالخارج و تحتاج إلى أموال طائلة أصبحت اليوم في متناول أيدي الجرّاحين الجزائريين و يستفيد منها الأطفال المرضى بفضل الخبرة و الكفاءة الطبية المحلية و قد سبق للطّاقم الطّبي لذات المصلحة و أجرى أوّل عمليتين مشابهتين على طفلين بذات المستشفى قبل حوالي سنتين و تكلّلت التجربة بالنّجاح و استطاع المريضان أن يعيشا حياة عادية بعد استرجاع حاسّة السّمع و قد توبعت حالتهما عن قرب بعد فترة من الجراحة كما استفادا أيضا من عناية طبية و إعادة تأهيل للوظائف الحسية و إخضاعهما لفحوصات طبية و متابعة مستمرّة من طرف أخصّائيين أرتفونيين و رغم الأهمية البالغة لمثل هذه الجراحة لإنقاذ مستقبل أطفال يعانون من الصّمم يبقى مشكل البرمجة مطروحا و بحدّة ليس فقط بمستشفى وهران بكل المستشفيات التي خاضت هذه التجربة الفريدة عبر الوطن و منها مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة و المشكل يكمن حسب المصالح المختصّة في توفير الأعضاء المزروعة لغلائها لذلك تبقى قوائم الأطفال الصّم الذين ينتظرون دورهم طويلة جدّا و المئات منهم مسجّلون بمصلحة الأنف و الأذن و الحنجرة بمستشفى وهران و هم ينحدرون من معظم الولايات الغربية و سينشّط الأطباء المختصون بذات المركز غدا الثلاثاء يوما طبيّا دراسيا حول داء الصّمم عند الأطفال لتوضيح الرؤى حول ما توصّل إليه الطبّ ببلادنا من تقنيات علاج بديل عن عمليات زراعة قوقعة الأذن خاصّة عند الأطفال الذين يشكون من صمم نسبي قد يصل إلى 60 و 70 بالمائة ،حيث تتابع البروفيسور برادة و طاقمها الطّبي المئات من الحالات المماثلة بالعلاج و إعادة تأهيل وظائف الأذن من خلال إجراء عمليات جراحية بسيطة تخفّف من حدّة المرض و تمكّن الطفل من استرجاع نسبة و لو بسيطة من حاسّة السّمع حتى يتمكّن من التواصل مع العالم الخارجي و تتحرّر مخارج الأصوات لديه بفضل دور الأخصّائيين الأرتفونيين