إستقرأ الطيب لوح وزير العدل حافظ الأختام خلال إفتتاحه أمس للملتقى الدولي الخاص بمكافحة المخدرات إقليميا و عالميا الذي إحتنضنته تلمسان تحت إشراف منظمة المحامين و نظم بقصر الثقافة "عبد لكريم دالي "العوامل الهدامة للشقين الاجتماعي و الاقتصادي للمخدرات التي تعتبر أقدم و أخطر جريمة منظمة منذ عقود و أصبحت في الوقت الراهن نشاط ثاني بعد الإتجار غير الشرعي للأسلحة بما يمثل ما بين 300 إلى 500 مليار دولار من مدخولها و عائدات القنب الهندي و الكوكايين و الهروين و التي تدخل في تبييض الأموال و إستغلالها في نشاطات آخرى و التي من ضمنها 200 مليار دولار سنويا بغض النظر عما يوجه للإستهلاك . وقال الوزير أنه توطدت العلاقات الثنائية و الجماعية بين عصابات المخدرات و شبكات الإتجار في الأسلحة وتكوين الجماعات الإرهابية الذي أضحى يمثل القاسم المشترك لتمويل نشاطاتها الإجرامية و بسط نفوذها بشكل مستمر الأمر الذي يشكل تهديدا جديا على المستوى الإقليمي و الجهوي و العالمي ومن المؤسف يقول الوزير هذا الوضع الخطير مرشح للتفاقم خاصة في منطقة الصحراء و الساحل في ظل الأوضاع الحالية التي أفرزتها الإختلالات و التوازنات التي تعرفها العلاقات الدولية حيث إختلفت المؤشرات بما فيها تلك المستخلصة من الملفات القضائية المرتبطة بعصابات المخدرات التي تنشط عبر نطاق الوطن وأن زيادة نشاط المخدرات له صلة وثيقة بحالة اللاستقرار الأمني و السياسي التي تعيشه بلدان شمال إفريقيا و منطقة الساحل و أمام هذه الحقيقة المؤلمة يضيف الوزير ينبغي الإشارة إلى أن مشكلة المخدرات بحكم إنعكاساتها و تداعياتها لم تعد شأنا محليا أو داخليا للدول بل أضحت جزءا من تلك المآسي و النكسات التي تستوقف المجموعة الدولية بكاملها و تضعها قبالة مسؤوليتها المشتركة و عالميا و بدونها لن تتحقق بالمجهودات المعزولة و العمل الظرفي و إنما يتطلب العمل الدوري و الدائم وفقا لمخططات وطنية و إستراتيجيات إقليمية و دولية شاملة بهدف إيجاد الحلول الأمنية و القانونية و الاقتصادية لمحاربة الظاهرة العالمية كما أن الأمر يستدعي إرادة حقيقية من كافة الأطراف السياسية الفاعلة في العلاقات لتغليب منطق السلم و التعاون على جانب الهيمنة و المصالح الضيقة و الأنية و هذا هو السبيل الوحيد المحقّق للأمن و الرفاهية الدائمة لجميع سكان المعمورة بغية خدمة السلم الدولي. و في هذا السياق أكد الوزير أثناء تدخله في الملتقى أن الجزائر لن تذّخر جهدا لمواصلة مخاربة آفة المخدرات و تساهم بشكل منتظم في المجموعات الدولية سيما في إطار مكتب الأممالمتحدة للمخدرات و الجريمة و مجلس وزراء الداخلية العرب و الإتحاد الإفريقي و الشبكة الأورو متوسطية للتعاون في مجال دحر الظاهرة و حريصة على تبادل التجارب مع دول آخرى و الإستفادة من الممارسات الجيدة و عملت أيضا في مواكبة تشريعاتها الوطنية للإتفاقيات الدولية و سنّت كذلك جملة من القوانين المتعلقة بالوقاية من المخدرات و المؤثرات العقلية و قمع إستعمالها و الإتجار فيها زيادة على قوانين مكافحة التهريب و تمويل الإرهاب و تنصيصها لإجراءات مكافحة تمويل النشاطات الإرهابية بما يتفق و مجلس الأمن و القرارات الدولية التي خرجت بها توصيات مجموعات العمل "غاف" و أعدت الحكومة الجزائرية آلية لمحاربة المخدرات و التي مست الجانب الوقائي و تعمل دوما على دعم القدرات البشرية و المادية لمختلف المصالح.