رئيسة جمعية تضامن الصيادلة بوهران :"مشكل النفايات الصيدلانية لازال مطروحا "لا زال المئات من اصحاب الصيدليات الخاصة يكدسون الادوية المنتهيةالصلاحية وغير الصالحة للبيع في الغرف الخلفية لصيدلياتهم الضيقة اصلا،بفعل انعدام بديل عن هذه الطريقة للتخلص من الادوية المنتهية الصلاحيةمنذ سنوات عديدة لاتزال الى يومنا هذا مكدسة في علب كارطونية عبر الافالصيدليات في منطقة وهران والغرب الجزائري ،وتقول رئيسة جمعية تضامنالصيادلة "اسبو " بوهران ان المشكل لازال مطروحا الى يومنا هذا رغم المناشدات والمراسلات للجهات الوصية بخصوص الخطر المحدق بالمرضى جراءتكدس الادوية الفاسدة بالصيدليات وامكانية وقوع الصيدلي في الاخطاء واردة جدا في هذا الصدد ،حيث يمنع المشرع الجزائري التخلص من اي دواء او منتج صيدلاني منتهي الصلاحية في العراء ،ويعاقب كل من يقترف هذه الجريمة البيئية اشد العقاب ،بينما تحجز المركبة الناقلة لهذه الادوية فورا في حالة اكتشاف رمي اي ادوية ،وتكمن خطورة التخلص من الادوية المنتهية الصلاحية في امكانية تحولها الى مركبات كيميائية سامة عند انتهاء صلاحياتها ،او وقوعها في متناول الاطفال في المزابل ،وقدرت السيدة معيزيز نور الهدي كمية الادوية الفاسدة المتكدسة حاليا في نحو 600 صيديلة متواجدة في مختلف بلديات وهران بالاطنان ،مؤكدة ان كل صيدلي تقريبا يكدس نحو قنطار على اقل تقدير من هذه السموم في الغرفة الخلفية لمحله ،بينما يضطر العشرات منهم لتكديسها في المنازل ،لكي يتجنبوا اختلاط الامور عليهم والوقوع في اخطاء مميتة يدفع المرضى فاتورتها غاليا ،ورغم تخلص الصيادية من هذه الادوية بهذه الطريقة الا ان الخطر يبقى قائما ويهدد اسرهم نتيجة وجود مركبات سامة في البيت ،وبالمقابل تفتقر وهران لمؤسسة متخصصة في الحرق التقني لهذه النفايات الصيدلانية ،الى درجة ان المستشفيات المتواجدة في المنطقة تعتمد على محرقتها الخاصة للتخلص من النفايات الطبية الخاصة بها ،وكثيرا ما تسبب تعطلها في كوارث بيئية على غرار ما كان يقع في مشتشفى اول نوفمبر قبل اصلاح العطل الذي اصاب جهاز الحرق اتقني او ما يعرف بجهاز "الانسينيراتور" ،ولا تقتصر معاناة الصيادية على ولاية وهران فقط بل اصبح الاشكال مطروحا منذ سنوات في منطقة الغرب ،وتضم هذه الجمعية نحو 4000 صيدلي تتكدس لديهم اطنان من النفايات الصيدلانية ،لم يجد لها حل الى يومنا هذا ، واضافت رئيسة الجمعية ان ادارات المستشفيات ترفض استقبال الادوية المنتهية الصلاحية قصد حرقها في الاجهزة الخاصة بها ،بينما تفرض العديد منها مبالغ مالية كبيرة مقابل التخلص من كيلوغرام واحد من النفايات الطبية ،ويصل السعر الى 200 دينار للكيلوغرام ،حيث لا يستطيع اغلب الصيادلة تحمل هذه التكاليف الباهظة اذا ما علمنا ان معدل ما يوجد من ادوية منتهية الصلاحية لدى كل صيدلية يقارب القنطار ،فما بالك بالصيدليات التي تكدس عدة قناطير ،وكشفت رئيسة جمعية "اسبو" ان الصيادلة اهتدوا لطريقة تعليبها في علب كارطونية وتشميعها ،في انتظار ايجاد حل لهذا الاشكال المطروح منذ سنوات عديدة ،ويطالب اصحاب هذه المهنة من السلطات الوصية السماح لهم بالتخلص من هذه الاطنان من الادوية منتهية الصلاحية في المحرقات الخاصة بالمؤسسات الصحية ،باعتبار عدم وجود اي حل اخر للتخلص منها ،سوى بحرقها في هذه الاجهزة التي تضمن السلامة والحفاظ على الصحة العمومية والبيئة ،وبالمقابل لا يمكن انكار لجوء العديد من الصيادلة للتخلص من الادوية المنتهية الصلاحية في الاماكن المعزولة ،عن طريق استئجار مركبات تابعة للخواص بمبالغ مالية معينة ،قصد التهرب من المسؤولية في حال وقع صاحب الشاحنة او السيارة في قبضة مصالح الرقابة البيئية ،وفي هذا الاطار كثيرا ما تكون الغابات المنعزلة والمسالك الترابية المؤدية اليها الموقع الممتاز للتخلص من النفايات الطبية والادوية المنتهية الصلاحية ،مما يضاعف خطر الاصابة بالامراض الفتاكة ،وتسرب المركبات السامة الى الارض بفعل اختلاطها بمياه الامطار ، وغالبا ما يلاحظ المتنزهون في الغابات قارورات الادوية وعلبها واكياس المصل وبعض المنتجات الاخرى مرمية ومبعثرة من طرف الحيوانات ،مما يشير لاستمرار ظاهرة التخلص من هذه السموم في العراء بعيدا عن اعين الرقابة ،وتكثر هذه الاشياء في غابة المسيلة والمرجاجو وحتى في منطقة ماذاغ والمسالك الترابية المتواجدة في الغابات المحاذية لقديل وحاسي بن عقبة وارزيو ومنطقة سيدي بن يبقى ،ورغم رصد هذه المخالفات من طرف اعوان محافظة الغابات الا انه يصعب تحديد مصدرها ،وبالتالي تبقى المخلفات الخطيرة في البيئة لسنوات قبل ان تتحلل ،وفي الجهة الشرقية لوهران تشكل المناطق المحاذية لبحيرة تيلامين مكانا لتخلص من النفايات بمختلف انواعها وخاصة منها الطبية ،باعتبار انزواء الموقع وقربه من مكب كبير للنفايات ،كما تشكل الاماكن المحاذية للسبخة الكبرى بضواحي مسرغين وبوتليليس ايضا مكبات عشوائية لهذا النوع الخطير من النفايات ،ولا يعتبر الامر سرا حيث بمجرد اقترابك من الاماكن المذكورة تلاحظ قاورات الادوية واكياس المصل ،وعلب الاقراص مرمية ،ويظن الجميع انها ليست خطيرة لكن الامر اخطر مما يظن الجميع اذ ان اغلب الادوية المنتهية الصلاحية تتحول مع مرور الزمن الي مركبات كيميائية سامة ،الامر الذي يضاعف خطورتها خاصة على الاطفال الذين لا يدركون خطورتها وقد يلعبون بها وبالقدر الذي يشكل اللعب بها خطرا محدقا ،فقد يشكل مجرد لمسها خطرا اكبر وامكانية انتقال اي فيروس للجسم عن طريق ملامستها ،وامام هذا الواقع المرير اصبح خلق مؤسسة متخصصة في التخلص السليم من هذا النوع الخطير من النفايات ضرورة ملحة ،حيث لازال الاستثمار في هذا المجال معدوما ،ولازال الصيادلة ينتظرون من الحكومة التدخل للتخلص من نفاياتهم