المؤسسة الإستشفائية للأمومة والطفولة المعروفة عند سكان ولاية مستغانم بمستشفى " لالا خيرة " هي المؤسسة الوحيدة المختصة في توليد النساء عبر كل الإقليم الولائي ، يستقبل المركز الإستشفائي مئات النساء الحوامل القادمات من منطقة بحارة بأقصى شرق الولاية إلى غاية بلدية استيديا الواقعة في الجهة الغربية مرورا بهضاب دوائر عين تادلس وخير الدين ، امتدادا إلى بوقيراط ، سيرات و ماسرى ، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد وإنما باتت المؤسسة قبلة لنساء الولايات المجاورة ، هذا الضغط فرض على إدارة المركز الطبي الرفع من طاقة استيعابه وبكثير ، للعلم يدير هذه المؤسسة الإستشفائية الخاصة بالأمومة والطفولة 25 قابلة و 10 أعوان ، يتعاملون شهريا مع أكثر من 800 حالة ولادة ، استقطاب هذه المؤسسة الصحية كل هذه الأعداد من النساء الحوامل مرده بالدرجة الأولى التطور الذي عرفه العلم في أمراض النساء من جهة ومن جهة أخرى وعي المواطنين بأهمية المراكز الإستشفائية للتوليد ، هذين العاملين كانا بمثابة الأسباب المباشرة التي أدت إلى اختفاء وتدريجيا القابلات التقليديات اللواتي كانت تنشط عبر كامل تراب الولاية بطرق بعيدة عن أبجديات الطب والقانون ، يومية الجمهورية وبغرض توضيح الصورة للقراء الكرام اقتربت من منسقة القابلات جاب الله فضية وعادت بهذا الموضوع. *هل لك أن تفسري أسباب شبه انعدام القابلات التقليديات عبر تراب الولاية ؟ اختفاء القابلات التقليديات التي كانت منتشرة عبر تراب الولاية في السنوات الأخيرة مرده عوامل موضوعية منها التطور الطبي و اقتناع المواطنين وأخص هنا الرجال وهذه نقطة مهمة ، حيث باتوا يهتمون بنقل زوجاتهم إلى المستشفيات الخاصة بالتوليد ، وهذا بعدما تيقن المواطنون خاصة في البوادي الأخطار التي يمكن أن تتعرض لها الأمهات منها فقدهن كميات كبيرة من الدم ، كما تجري العملية في غرف تنعدم بها تقريبا النظافة في ظل غياب المتابعة الصحية والمراقبة الطبية وانعدام الأدوية وأخيرا عدم مواجهة القابلات التقليديات الحالات المستعصية ، كل هذه العوامل كانت سبب هلاك المولودين وكذا أمهاتهم . *هل عالج مركزكم حالات من هذا النوع ؟ طبعا ، عالجنا حالات كثيرة من هذا النوع ، وعلى سبيل الحصر ، في إحدى المرات مثلا استقبل مركزنا امرأة قادمة من ولاية غليزان نقلت إلينا بعدما استعصى على أهلها التعامل معها ، فبدأت تضع جنينها عند مدخل المؤسسة ، عندها أسرع الطاقم الطبي الذي أتم عملية الولادة بنجاح ، هناك للأسف من يترك زوجته وهي في حالة مخاض إلى آخر لحظة . *ألا توجد لديكم وسائل خاصة تنقلون بها المرضى الحوامل من منازلهم إلى المركز ؟ لا أخفي عليك أن مصالحنا لديها حافلتين نستعملها إلا في الحالات المستعصية ، حيث ننقل عبرها المرضى الذين يصعب علينا تقديم لهم خدمات وهذا في حالة اكتشاف ورم خبيث مثلا أو تعرض المريضة إلى نزيف حاد ... عندها نطير بها إلى ولاية وهران أين توجد وسائل وأدوات أكثر تطورا ، أما داخليا فالمواطنون هم الذين ينقلون مرضاهم إلى مركز التوليد المتواجد بلالا خيرة . ونأمل من جهتنا في أن تفتح مراكز أخرى عبر تراب الولاية للتخفيف الضغط علينا ، وعلى ما يبدو بدأت بوادر الفرج تلوح في الأفق خاصة بعدما تم تعيين طبيبين مختصين بمركز التوليد بكل من ولاية غليزان وطبيب آخر نصب مؤخرا بمركز التوليد بدائرة عين تادلس . *كيف تتعاملون مع الكم الهائل مع الوافدين نواجهه بالتجنيد رغم أن الطاقم الطبي والشبه الطبي لم يرفع عددهم ، الحالات المستعصية هي اليوم جد نادرة والتي تكون إلا في حالات ارتفاع الضغط الدموي أو الداء السكري عندها ننقل المرضى المصابين به إلى مستشفى وهران .