أجمعت معظم النساء لاسيما القاطنات بالقرى والأرياف بولاية معسكر بأن ظروف الولادة بمنطقتهم تعد كابوسا ،بسبب المشاكل التي تحيط بالعملية وتحول دون أن تنجب الوالدة طفلها في ظروف صحية وجيدة ،حيث أكدت النساء بأنهن أصبحن لا يخفن من المخاض بقدر ما يقلقهن التفكير في حل المشكل المتعلق بنقلهن من مقر سكناهم إلى غاية المؤسسة الاستشفائية يوم الولادة في ظل غياب سيارات الإسعاف ،و للتحدث أكثر عن هذه المعضلة تقربنا من مجموعة من النساء القاطنات بقرية سيدي محي الدين حيث أكدن بأن العثور على وسيلة نقل لتحويل الحامل يوم الولادة إلى المستشفى أو مركز توليد قريب من المنطقة أصبح بالأمر الصعب خاصة في فصل الشتاء الأمر الذي يدفع حسبهم بالعديد من المقبلات على الولادة على وضع جنينها داخل مسكنها ،حيث أشارت إحداهن إلى استنجاد النساء وأزواجهن في هذه الحالات بخالتي الزهراء من أجل القيام بعملية التوليد ،هو الأمر الذي دفع بنا إلى التنقل إلى مسكن العجوز البالغة من العمر أكثر من 80 سنة حيث روى لنا أفراد أسرتها بأن خالتي الزهراء قد أنجبت ما يقارب 100 طفل بين دوار الزماعشة وقرية سيدي محي الدين ،بعدما يتجه لها كل من تضيق به السبل في تحويل زوجته إلى المستشفى لتقوم العجوز بالتنقل إلى مسكن المرأة المقبلة على الولادة وتساعدها في العملية ،وبعد ذلك تقدم الحاجة الزهراء على وضع القليل من الحناء في يد المرأة بعد وضعها للجنين وتعمل على غسل جميع الملابس والأغراض الخاصة بآلام ،إلا أن عمليات الولادة في البيت تؤكد الحاجة بأنها تعرف نقصا في السنتين الأخيرتين إلا أنه لم يتم القضاء عليها نهائيا بسبب المشاكل التي تعترض النساء خاصة النقل وسوء الأحوال الجوية وكذا الظروف الصعبة لبعض العائلات التي لا تستطيع استئجار مركبة بمبالغ كبيرة من أجل تحويل المقبلة على الولادة إلى المركز الصحي القريب، وفي المقابل فقد كان لنا اتصال مع إحدى القابلات بمستشفى تيغنيف والتي لها خبرة في الميدان تفوق 19 سنة والتي أشارت إلى أن هناك نساء يتوجهن إلى المستشفى بعد ولادتهن من قبل قابلات تقليديات في البيت وهذا من أجل التأكد من سلامتهن وعند سؤالنا لهن لماذا وضعت جنينك في المنزل تقول القابلة بأنهن على العموم يجبن بأن مشكل النقل هو السبب في ذلك لاسيما في المناطق المعزولة كنسمط ،عوف وعين فراح والتي تشهد في أشهر الشتاء الثلوج وكميات معتبرة من الأمطار وهو ما يتسبب في قطع الطريق وعدم مرور المركبات ،كما أن معظم هؤلاء النساء تقول المتحدثة بأنهن يعانين من ظروف اجتماعية صعبة ،ناهيك عن وجود حالات حسبها تلد في الطريق بسبب طول المسافة بين مقر السكن وسرير الولادة ،من جهة أخرى فقد تحدثت القابلة عن مشكل آخر يعاني منه معظم مراكز التوليد بالولاية وهو النقص في عدد القابلات حيث أن مركز توليد يوجد به قابلة واحدة وهو الأمر الذي يجعله غير قادر على استيعاب النساء المقبلات على الولادة وهو ما يزيد من مشقة هذه الفئة ،أما عن المراقبة الطبية للمرأة الحامل خاصة في المداشر والأرياف فقد أفادت مصادر طبية بأن هناك دورات شهرية يقوم بها طبيب ،قابلة ،ممرضة ومختص في حماية الأمومة والطفولة لمراقبة الأطفال فيما يخص التلقيح وكذا فحص النساء الحوامل.