تحولت الأقسام و دورات المياه بأغلب المدارس بوهران إلى مواقع تفتقر إلى ادنى شروط النظافة، حتى أصبحت صحة التلميذ مهددة بالخطر لاسيما إذا تعلق الأمر بدورات المياه المتعفنة و التي تنبعث منها روائح كريهة تصل إلى الحجرات، و لكن هذا الوضع لم تحرك له أي جهة، و لم يتخذ في شانه أي تدبير و بقي السؤال المطروح هو من المسؤول..؟ و في الوقت الذي يشتكي فيه أولياء التلاميذ من الحالة التي آلت إليها الأقسام، والمراحيض في بعض المؤسسات التربوية بسبب انتشار الأوساخ و القاذورات و تحمل التلميذ مهمة تنظيف القسم بشكل مستمر، تتذمر المنظفات و تشكين من ثقل الحمل و الضغط الكبير حيث تحمل منظفة واحدة على عاتقها مهمة تنظيف كل المدرسة و رغم ذلك تقابل بجحود كبير من قبل الأولياء الذين يوجهون كل المسؤولية إليهن متهمينهن بالتقصير. و في هذا الصدد كان لنا حديث مع إحدى المنظفات العاملات بمدرسة ابتدائية أكدت أنها تقضي أولى ساعات العمل في تنظيف الحجرات ثم الأروقة و دورات المياه، و ما أن ينتهي الدوام الصباحي حتى يرجع كل شيء كما كان، و خاصة بالنسبة لدورات المياه حيث يتعمد بعض المتمدرسين العبث و التسبب بشكل مقلق في الإساءة و قضاء حاجاتهم في كل مكان، و عدم تنظيف المرحاض من خلال سكب المياه على الأقل، مضيفة انه على الأولياء تحمل جزء من المسؤولية بتعليم أبناءهم كيف يحافظون على نظافة المكان لا أكثر. ومن جهتهم أكد أحد الأولياء أن الوضع أصبح أكثر خطورة و طالب الجهات الوصية بالتدخل لحل مشكل نظافة الأقسام و المراحيض على وجه الخصوص مؤكدا أن الأمر يتعلق بصحة التلميذ و سلامته، و أضافت إحدى الأمهات أنها ترفض استغلال التلاميذ كل يوم في تنظيف القسم بحجة التطوع، و طرحت في هذا الصدد مشكل المراحيض المتعفنة معبرة عن سخطها جراء ذلك واصفة الوضع بالكارثي، و الذي يؤثر سلبا على صحة المتمدرس حين لا يستطيع قضاء حاجته في دورة المياه بسبب تعفنها خاصة بالنسبة للأطفال الذين يضطرون في كثير من الأوقات التبول في أرضية القسم ويقابل بعض المعلمين الوضع بقسوة و استهتار، ليبق كل طرف يرمي المسؤولية على الآخر، و يُخلي بذلك نفسه من المسؤولية، و لكن ما تبين من خلال الاستطلاع هو أن الكل مقصر في هذا الشأن من أعلى سلطة وصولا إلى الأولياء و التلاميذ، كون النظافة مسؤولية الجميع وإصلاح الوضع يتوقف على تنظيف العفن و ذلك بإعادة النظر في سياسة التسيير من خلال دعم المدارس بعدد مناسب من المنظفات بعقود عمل دائمة، و توعية التلميذ بضرورة الحفاظ على النظافة و دوره في المساهمة في صناعة بيئة و محيط ملائم للتمدرس.