عائلات تبعث أبناءها بحفاظات! يبدو أن النظافة أضحت معنى غائبا عن صروحنا التربوية في السنوات الأخيرة، الأمر الذي جعل تلامذتنا على المحك في حمل الأمراض الفيروسية والبكتيرية المتنوعة، وهو ما جعل الأولياء يشكون دوما من تدهور الحالة على مستوى المدارس من جل الجوانب ويتأزم الأمر أكثر إذا ما لاحظنا النظافة الغائبة تماما عن المراحيض التي باتت مهجورة وللأسف ولا عنوان لمهنة التنظيف على مستوى تلك المواضع التي تهدد التلاميذ بحمل أمراض فيروسية خطيرة ومتنوعة. أضحى ذلك الجانب المهم المرتبط بقضاء حاجة بيولوجية خارج اهتمام المديرين والمسؤولين عن تلك الصروح التربوية، مما وضع التلاميذ في حالة حرجة خصوصا مع توصيات أوليائهم المتكررة بالامتناع عن وطأ تلك المواضع التي لا تصلح لقضاء الحاجة البيولوجية لفئة يسهل عليها حمل مختلف الإمراض بالنظر إلى نقص مناعتها، فغياب التنظيف زاد من كارثية الموقف الذي يشكو منه التلاميذ وأولياؤهم عبر مختلف الصروح التربوية التي صار بها التنظيف مفهوما غائبا وعملة نادرة. مراحيض يهجرها التلاميذ... وتسكنها القوارض اقتربنا من بعض التلاميذ وكذا أوليائهم لكشف المستور والوقوف على بعض الجوانب التي يعاني منها التلاميذ داخل المدارس، بالإضافة إلى جوانب أخرى تشهد تدهورا ملحوظا، فعبّر أغلب التلاميذ عن اندهاشهم من الحالة الكارثية التي تظل مراحيض المؤسسات التي يدرسون فيها في كل سنة من دون أي التفاتة بغرض تحسين صورتها، أما أولياؤهم فأخذوا الحل بمنع أطفالهم من وطأ تلك الأماكن وحرمانهم من قضاء حاجة بيولوجية طبيعية خوفا من حملهم فيروسات وميكروبات بسبب انتشار الأوساخ والقوارض والحشرات الضارة بتلك الأماكن التي كان من الأجدر تزويدها بكل وسائل النظافة وضمان صحة التلاميذ على مستواها. اقتربنا ومع أوائل العام الدراسي الذي يفترض فيه تسخير كل الوسائل لضمان راحة التلاميذ وظروف تمدرسهم اللائقة، فاصطدمنا بالواقع المر الذي سرده لنا بعض التلاميذ وأوليائهم فما إن نبادر بسؤال بعض التلاميذ عن ذلك الجانب حتى يتقززون ويبتعدون ويصرحون أنهم يمتنعون عن أداء تلك الوظيفة البيولوجية بسبب الحالة الكارثية الوسخة التي تعاني منها مراحيض المؤسسات التربوية والتي سببت عائقا، خصوصا لبعض الأطفال المرضى المجبرين على التردد على تلك الناحية بسبب مرض السكري ومختلف الأعراض الأخرى، ودون هذا وذاك فإنه حق مخول لهم تفرضه الطبيعة البيولوجية التي خلق عليها الإنسان، وكان من الأجدر إتيان تلك الوظيفة في حالة لائقة وتيسير قضائها على التلاميذ، وهو ما وضحته تلميذة من متوسطة علي علياني ببئر توتة التي قالت إنها ودّعت الابتدائية مؤخرا ونالت شهادة التعليم الابتدائي لتطأ المتوسطة وتجد تلك المواضع على نفس الحالة الكارثية وأردفت بالقول إنها تمتنع عن دخول مراحيض المدرسة منعا باتا وتصبر حتى تعود إلى البيت كونها لا تتحمل الديكور الوسخ والجراثيم المنتشرة بتلك المواضع الحساسة جدا. وكان للأولياء هم الآخرين ما يعبرون به في الموضوع وأجمعوا على أن ذلك الجانب يؤرقهم كثيرا، خصوصا أنه بإمكانه التأثير على صحة أبنائهم وهو ما أوضحته أم تلميذة تدرس بابتدائية (رابح براكني) بحي العدادشة ببئر توتة التي عبرت بالقول إن ابنتها هي دائمة التردد على المرحاض بالبيت وما سمعته عن الظروف التي تتخبط فيها دورات المياه بذات الابتدائية جعلها تمنع ابنتها من وطئها، وألزمها الأمر في الكثير من المرات تزويدها بحفاظات في حال ما إذا ألزمها الأمر القيام بتلك الوظيفة كونها تتخوف كثيرا من حمل ابنتها لبعض الأمراض الناجمة عن الجراثيم المحيطة بالمراحيض. وهو نفس السيناريو المتكرر بابتدائية حي المراكشي بالبليدة التي يتذوق تلامذتها الأمرين بسبب العفن الذي تتخبط فيه مراحيض مؤسستهم التربوية التي لا تصلح لأداء تلك الوظيفة البيولوجية، خصوصا مع انعدام الماء في كامل الوقت عن المؤسسة مما أدخلها في حالة كارثية وجعل القوارض والأوساخ ديكورا لها في كامل الأوقات. تلاميذ يحرمون من أداء حاجاتهم البيولوجية ما سمعناه من أفواه البعض، أن ذلك الحق أضحى محرما على بعض التلاميذ ويمنعهم من النزول إلى المراحيض ببعض الابتدائيات والمتوسطات، ويتخذ بعض المعلمين ذلك القرار لتفادي بعض الشبهات المحيطة حول المراحيض التي لا ننفي الظواهر المشينة التي أضحت تميزها على غرار التدخين ومختلف الأفعال المشبوهة الأخرى، حيث يستعمل بعض التلاميذ حقهم في ولوج تلك المواضع لتحقيق مآرب تبعد عن الغاية الحقيقية من وطأ دورات المياه، مما أدى ببعض المعلمين إلى اتخاذ قرار المنع الكلي من الذهاب إلى دورة المياه، الأمر الذي أثر على بعض التلاميذ المرضى واستاء أولياؤهم من الوضع المطبق ببعض المدارس وحظر بعض المعلمين لتلك الوظيفة عن التلاميذ من دون أن ننسى بعض المنظفات اللواتي يستعملن لغة العنف مع التلاميذ ويتهمونهم في كل مرة بالتسبب في اتساخ تلك المواضع والزيادة في أعبائهن بتنظيفها في كل مرة. ما وضحته أم تلميذة تدرس على مستوى متوسطة ببئر توتة، إذ قالت إنها أجبرت على تزويد ابنتها التي تعاني من السكري بحفاظات في كل وقت بسبب المنع الذي تتعرض له من طرف بعض الأساتذة ورأت أن ذلك الأمر هو غير لائق البتة، خصوصا مع الحالة الكارثية التي تميز مراحيض بعض المؤسسات وكان على بعض المعلمين الدفاع عن حقوق التلاميذ وتوفير الظروف الحسنة لهم على جميع المستويات لا الزيادة في متاعبهم ومتاعب أوليائهم. ويتحجج بعض المشرفين على الصروح التربوية أن المشكل راجع إلى انقطاع المياه المتكرر، خصوصا في بعض المناطق المعزولة أو النائية التي تكثر فيها الظاهرة،ا ويواجه فيها التلاميذ مخاطر حمل بعض الأمراض عبر المراحيض، إضافة إلى مشاكل أخرى خلال مشوارهم المدرسي، على غرار بعد المسافة وانعدام النقل ليصطدمون بذات المشكل المتكرر عبر جل المدارس وبعد المسافة ودوامهم بالمدرسة يفرض عليهم استعمال تلك المراحيض بصفة جبرية مما زاد من توترهم وأضاف لهم متاعب أخرى أضحى يشتكي منها التلاميذ وأولياؤهم.