يا دار زريابَ كيف الشّدوُ والطّربُ؟ النّايُ بُحّ ومات الشّعرُ والأدبُ .. يا دار زريابَ إنّ القلب في صدأ .. فكيف تُطربه الأشعارُ والخًطبُ؟ والشّهمُ منّا كدُنكيشوتَ في حلمٍ .. والسّيف أصدقُ من إنبائه الخشبُ.. حتّى البنادق في أكتافنا ضجرت.. وكاد من صبره البارود يلتهبُ .. حتّى المحاريبُ لو حدّثتَها نطقت .. حتّى المنابر لو أصغيت تنتحبُ.. العينُ تدمعُ حين القلبُ يأمرها .. يا صاحبي فعلامَ اللّوم والعتبُ.. يا طارق بن زياد الظّلمُ حاق بنا.. والنّاس بعدك بحرَ الذّلّ قد ركبوا.. ماذا جرى يا ابن زيدونٍ لتتركنا .. وألفُ "ولّادةٍ" في اليوم تُغتصبُ.. يا أيها المتنبّي سيفُ دولتنا .. نبا، أتصفحُ عمّن خانها "حلبُ" .. يا شامُ يا لهف قلبي كل ضائقةٍ .. أَلِفتها غير أن يغتالكِ السّغبُ .. كنّا نحاصِر أعداءً فنرغمهم.. صرنا المُحاصَرَ كيف الأمرُ ينقلبُ .. ويا "شراةُ" دهانا ما دهاكِ وما .. في الأرضِ معتصمٌ يا حرّةً يثبُ.. يا قدرة الله قد عاينتِ فانتصري.. للجائعين وما في الشّام يُرتكبُ.. قلنا الرّبيعُ أتى فاستبشر العربُ.. والدّمّ أصبح في الساحاتِ ينسكب.. إذ بالربيع خرابٌ كالخريف ولم.. يسّاقط الزّهر بل إسّاقطت شهبُ.. ما بين من ثار ضدّ الظّلم منتفضاً.. أو قاتلٍ باسم دين الله يحتطبُ.. ما بين هذا وذاك الأمّة انشطرت.. وكلّهم في سبيلِ الله يحتربُ.. يا قدس عذرا نسينا العهد من زمنٍ .. فقد تعدّدّتِ الأرزاءُ والكُربُ.. مضت سنينٌ وكنّا ربّما كيدٍ .. وكان يُسعفنا البترول والذهبُ.. لكنّنا اليومُ أشتاتٌ مشتّتةٌ.. فلا أظنّ بأن النّصر يقتربُ.. عذرا قسوتُ ولكنْ أنتِ عارفةٌ.. أنّا كذِبنا إلى أن ملّنا الكذبُ ..