يجهل العديد من المتتبعين للرياضة الجزائرية بشكل عام أن بلادنا كانت رائدة في لعبة الكرة الحديدية خلال سنوات الستينات والسبعينات وهي الفترة التي إزدهرت فيها هذه الرياضة لا سيما بعد حصول الجزائر على اللقب العالمي في سويسرا سنة 1967 بفضل الثلاثي الذهبي »أحمد سينيا وغراب وفراح« كما تألقت الجزائر في منتصف الثمانينات وبالضبط سنة 1986 عندما إحتلت المركز الثاني ونائب بطل العالم. هذه اللعبة التي قدمت الكثير للجزائر ونالت القليل من الإهتمام أصبحت في السنوات الأخيرة الرياضة الشبح ببلادنا ، لا لشيء سوى لأنها فقدت الكثير والكثير من رونقها ومستواها وأضحت منسية وغير مرغوب فيها، حتى أن الشباب الذي يختار التوجه لممارسة الرياضات الأخرى تراه يعزف عن الإقبال عليها لعدة اعتبارات منها أن هذه الرياضة ليست مدرة للأموال مثل الرياضات الأخرى وبخاصة كرة القدم كما أنها لا تملك ملاعب متخصصة حيث أن غالبية الجمعيات الرياضية تتخذ من بعض المساحات المتواجدة ببعض نواحي وهران مكانا لإجراء التدريبات، وهو ما يرفضه الشباب ، إضافة إلى عدم توفر الوسائل كالكرات ذات النوعية الجيّدة بسبب غلائها الفاحش والتي تجلب من فرنسا على وجه الخصوص كل هذه المشاكل ساهمت في تدهور هذه الرياضة ببلادنا وفقدانها لمستواها في الوقت الذي نجد فيه جيراننا في بقية بلدان المغرب العربي تولي أهمية كبيرة لها بعدما أدركت أنها الرياضة الوحيدة التي يمكن لها أن تشرفهم في المنافسات العالمية وهو ما نجحت فيه تونس التي نالت عدة ألقاب عالمية في هذه اللعبة وأصبحت رائدة على المستوى المعمورة. وإذا ما أعدنا شريط اللعبة من البداية فإننا نقول بأن الكرة الحديدية رياضة قديمة بالجزائر وهي متوارثة من المستعمر الفرنسي وقبله دخلت غرب الجزائر بفضل إسبانيا وورثها جيل بعد جيل والأماكن الوهرانية المعروفة بالممارسة هي عين الترك وليبودروم وسانت أوجان وسان شارل وبلاطو وكارطو وساحة شلام والفضاء الموجود عند عمارات »بلانسيال« بڤمبيطا، وكان الإقبال عليها مكثفا في سنوات الستينات والثمانينات وتخرج آنذاك أبطال كثيرون وهي تعرف بإختصاصيين في اللعب الطويل الذي يتطلب وجود 4 لاعبين واللعب القصير الذي يشترط مشاركة لاعبين إثنين وأحيانا ثلاثة. كما يتوجب الإشارة إلى أن الجزائر ما تزال تحظى بسمعة عالمية في هذه الرياضة حيث تتواجد من بين العشر الأوائل في العالم تعود آخر نتيجة مرضية لها هي في مونديال تركيا حيث تحصل المنتخب الوطني على المركز الثامن عالميا وتحصلت الجزائر في الألعاب المتوسطية الأخيرة التي جرت بمدينة بيسكارا على ميدالية فضية وأخرى برونزية بفضل اللاعب زبيدي خالد كما شاركت مؤخرا في البطولة الإفريقية بالمغرب وتحصلت على نتيجة طيبة وهي إحتلالها للمركز الثالث. ومن بين الجمعيات التي بقيت تنشط على مستوى وهران رغم المشاكل المتعددة التي تعاني منها هذه الرياضة بالولاية نجد جمعية سيدي البشير ونادي وهران (BCO) وجمعية كارطو وهذه الفرق مختصة في اللعب الطويل والقصير غير أنها تضطر في أحايين كثيرة إلى الإعتماد على اللعب القصير بسبب عدم وجود ما يسمى ب »بولدروم« المساحة المخصصة للعب الطويل وينشط الشباب الممارس لهذه اللعبة في مختلف الفضاءات العمومية المتواجدة في بعض المناطق والتي تحولت إلى مساحات للعب الكرة الحديدية في السنوات الأخيرة وذلك بمساعدة بعض الغيورين على هذه الرياضة وخاصة منهم الشيوخ الذين سبق لهم ممارسة اللعبة قديما والذين يحفزون الشباب من أجل الإقبال على لعب الكرة الحديدية وخاصة منهم الفئة التي تعاني البطالة حتى يتم إبعادهم ولو كأضعف الإيمان عن الآفات الإجتماعية على الرغم من عدم وجود منشآت لممارسة هذا النوع من النشاط الرياضي الجواري والذي توارثه اللاعبون الحاليون أبا عن جدّ، ويقدر عدد الجمعيات النشطة على مستوى ولاية وهران ككل ب 20 جمعية كل واحدة منها تتولى تنظيم دورة كروية وذلك من أجل المحافظة على روح المنافسة لدى شبابها الممارس.