نظم أمس نادي وحي المثقفين التابع لجمعية الفضل بالتنسيق مع دار الثقافة لوهران بمقر جريدة الجمهورية ندوة أدبية حول الحداثة والرؤية الشاملة احتفاء بالذكرى ال21 لرحيل الصحفي و الكاتب بختي بن عودة ، بمشاركة كوكبة هامة من الأدباء و الشعراء وكذا الأكاديميين ورؤساء الجمعيات والإعلاميين الذين أبوا إلا أن يكونوا حاضرين بأصواتهم ومشاعرهم الصادقة في هذا الموعد الثقافي القيّم، حتى يقفوا عند مسيرة الفقيد العبقة ويعدّدوا مناقبه وصفاته الحميدة . ووسط أجواء أدبية بحتة قدمت الشاعرة فايزة حدادي ضيوف اللقاء بكثير من الرقي والمحبة ، فاتحة لهم المجال حتى يستعرضوا ذكرياتهم مع الراحل ويكشفون تفاصيل حياته ومسيرته الإعلامية والعلمية، مُعربين في نفس الوقت عن حزنهم لرحيل واحد من مبدعي وهران الذي أفنى حياته في سبيل تجسيد مشروعه الحداثي الذي لم ير النور بسبب اغتياله ، وهو ما تأسف له الباحث كاظم العبودي الذي لم يخف حزنه و هو يتحدث عن بختي بن عودة ، حيث قال إنه يتذكر المقالة التي كتبها الفقيد حول العراق بعنوان " بابل السعيدة " ، كما سرد على مسامعنا حيثيات تلك الأيام التي كان يقضيها مع صديقه بدار الثقافة بوهران إلى جانب مجموعة مميزة من الأدباء و الشعراء، وكيف أنهم كانوا يتوقعون اغتيالهم في أية لحظة، باعتبارهم كانوا ينشطون بقوة في الشوارع و المقاهي ، إلى أن صعقوا بخبر وفاة رفيق دربهم بن عودة الذي حرّك المشهد الثقافي بإصراره وإرادته، فهو مشروع ثقافي وحداثي بامتياز . ومن جهته أثنى الدكتور عبد الرحمان الزاوي في كلمته على شخصية الراحل الذي عرفه وهو طالب بمعهد اللغة و الأدب العربي منتصف الثمانينات ، ولأنهما اهتما بعالم الترجمة انتقلا إلى معهد اللغات الأجنبية و أسسا رفقة عدد من الطلبة قسما للترجمة ، قدموا من خلاله مجموعة من النشاطات و الأمسيات الثقافية ، حيث قال الأستاذ الزاوي إن الفقيد الذي كان مهووسا بالحداثة كان عضوا فعالا في جمع الأساتذة الأجانب الذين كانوا يشاركون معهم من رومانيا ، اسبانيا، العراق، مصر و سوريا، سواء بالجامعة أو على مستوى المقاهي الثقافية ، كما تحدث الأستاذ عبد الرحمان عن الملتقى الفكري الذي نُظم لأول مرة بجامعة وهران حول الترجمة والاختلاف ، وذلك يوم 15 ماي 1995، لتشاء الصدف أن يرحل بختي بعد أسبوع من تنظيمه، وفي الأخير دعا أب الترجمة إلى ضرورة إحياء ذكرى بختي بن عودة بكثير من الأمل والعلم والثقافة ، أما الشاعرة أم سهام فلم تستطع هي الأخرى أن تمر على ذكراه مرور الكرام ، وراحت تتغنى بخصاله وشخصيته الفذّة وإرادته القوية التي بثت في نفسها الكثير من الأمل والحنين، حيث قدمت مقالة كتبتها في إطار الملتقى الوطني الذي احتضنته معسكر حول الفقيد بعنوان " الرحيل المقيم في كلمات ..إلى روحه وردة " ، التي أماطت فيها اللثام عن انطلاقته بالنادي الأدبي للجمهورية ، ومن ثم بقصر الثقافة، إلى جانب محاور أخرى ، لتقدم بعدها قصيدة بعنوان " هو ذا بختي كما عرفته " . وفي ذات السياق أبى الأستاذ بوشيخي الشيخ إلا أن يشارك في هذا اللقاء الاحتفالي ، حيث تذكر تلك اللحظات الجميلة التي كان يقضيها مع الفقيد بقصر الثقافة رغم الظروف الأمنية الصعبة و مظاهر العنف المتفشية، وكيف أنه صُعق بنبأ اغتياله الذي أخلط الأوراق وأحدث ضجة في الوسط الثقافي و الأدبي بوهران، وهو بالتحديد ما أكده الأستاذ ناصر اسطمبولي الذي قدم نصا شعريا أمام الحضور يرثي فيه الفقيد بكثير من الوجع والألم ، لتتوالى بعدها مداخلات الأساتذة حول الحداثة التي كانت بالنسبة للراحل مشروعا هاما لم ير النور للأسف ، ومن أبرز المحاضرين نذكر عائشة خلفة التي سلطت الضوء على مفهوم المصطلح ومحاوره ، إلى جانب رؤساء الجمعيات و الشعراء المبدعين منهم رئيس جمعية أحباب الجمهورية السيد سوالي محمد، رئيسة فرع الجاحظية بوهران نجاة بختاوي، جمعية 18 فبراير الثقافية ، الشاعر روان علي شريف، الشاعرة عايدة سعدي، فارس الكلمات زلاط عثمان، مجدوب صلاح الدين من سيدي بلعباس ، جعفر يايوش من مستغانم وغيرهم من المبدعين .