أطفال ألعابهم التراب وتسليتهم العمل في جني المحاصيل الفلاحية المختلفة بولاية معسكر ،فلا حديقة تسلية تروّح عنهم و لا منشآت ترفيهية من شأنها أن تسعد الطفل المعسكري سوى مكان أو اثنين لا يفي بالغرض ،وإذا أردنا معرفة ما إذا كانت البراءة بالولاية أخذت جميع حقوقها المكفولة لها قانونا من توفير جميع وسائل الراحة في مختلف الجوانب من تعليم وصحة و الترفيه ،فما علينا سوى التوجه إلى قرى وأرياف المدينة ، وهو ما قمنا به فعلا حيث ذهلنا بأطفال لا يتعدى عمرهم 15 سنة ،يعملون بشقاء في الأراضي الفلاحية من أجل الحصول على مبالغ مالية يستعملها البعض من الأطفال في إعانة عائلاتهم أو لشراء مستلزمات الدراسة متناسين أو أنستهم الظروف الاجتماعية القاهرة و انعدام سبل الراحة بالمنطقة أنهم أطفال، و إن عالم الشغل بصفة عامة والعمل في المجال الفلاحي الشاق خاصة جريمة في حقهم ، ولدى اقترابنا من بعض الأطفال الذين كانوا يقومون بتحويل ربط التبن من الأراضي الزراعية بعد حصدها إلى المستودعات أو إلى الجرارات الفلاحية والتعب قد نال منهم أشاروا بأنهم يقومون بهذا العمل منذ زمن ويتلقون أجر 600 دج يوميا بعد عملهم من الساعة السادسة صباحا إلى الثانية زوالا ، كما أنهم يعملون في شتى المجالات فمن جني البازلاء إلى نزع البطيخ و البطاطا ،ولما سألناهم عن اسم المرافق الترفيهية التي يتوجهون إليها أيام العطل ،فأشاروا بأن عطلهم يقضوها في العمل بالأراضي الفلاحية ،ولما يودون التنزه يتوجهون إلى الأودية من أجل السباحة ، وفي جانب عمالة الطفل فإن الإناث من الأطفال لهم نصيب في هذا المجال وهو ما كشفته عدد من الأمهات بعمل بناتهن في مجالات متعددة كالفلاحة وكذا خياطة الأحذية إلى غير ذلك من الأعمال الأخرى ، أمام هذا الوضع المزري تبقى الطفولة بمعسكر تناشد الجهات الوصية بانتشالها من هذا الوضع الكارثي وتعطي للبراءة حقها. * يقطعون 4 كيلومترات للالتحاق بالدراسة عن أي عيد أو أي حق للطفل تتحدثون هي تصريحات أدلى بها عدد من أولياء التلاميذ ببعض قرى الولاية على غرار سكان دوار أولاد بسادات الذين كشفوا بأن أطفالهم مضطرين يوميا لقطع حوالي 4 كيلومترات للوصول إلى مقاعد الدراسة بمدرسة المطابيش وهو ما تسبب حسبهم في فصل عدد من الأولياء أبنائهم من الدراسة بعدما حرم الطفل من أبسط حقوقه وهي وسيلة نقل توصله إلى المدرسة الابتدائية التي يزاول بها دراسته ،ويرى بعض المتحدثون بأن ولاية معسكر تفتقر لأدنى ضروريات الترفيه للطفل ،بعدما حرم هذا الأخير من حقوقه ،أما في الدوائر الكبرى بالولاية فان الأمر لا يختلف كثيرا عن القرى فهناك وجدنا آباء يستنجدون بولايات مجاورة لزيارة حدائق التسلية والترويح عن أبنائهم كما لمحنا أطفال يستعملون الشوارع للعب مباراة كرة قدم أمام انعدام الملاعب الجوارية ،ونافورات تحولت إلى أماكن للسباحة من قبل الأطفال.