أدى غياب مرافق الراحة والاستجمام بولاية الشلف إلى توجه أعداد كبيرة من العائلات إلى الأرياف والقرى مع بداية عطلة الفصل الدراسي الثاني، والتي جاءت متزامنة مع بداية موسم الربيع، حيث يفضل غالبية الأولياء الخروج في نزهات عائلية مع أبنائهم ترويحا عن أنفسهم وتمكين أبنائهم من اكتشاف الطبيعة، بعيدا عن ضوضاء المراكز الحضرية والمدن التي صار التجول بها يزيد المرء إرهاقا وقلقا. تحولت معظم المساحات والأراضي الممتدة على طول الريف بالولاية إلى تجمعات وأماكن مفضلة للعائلات الشلفية، مع نهاية الأسبوع، للترويح عن النفس وقضاء ساعات بالهواء الطلق في أحضان الطبيعة بعيدا عن ضوضاء المدينة، خصوصا أن ذلك تزامن مع بداية موسم الربيع وانتهاء الموسم الدراسي بالمؤسسات التربوية، الأمر الذي يفتح مجالا واسعا للأطفال والتلاميذ لأخذ قسط من الراحة والتمتع بأجواء طبيعية خارج مقاعد الدراسة ومتطلبات التعليم، حيث تشهد العديد من القرى والمداشر المعروفة بمناظرها الخلابة وغطائها النباتي الكثيف كغابة “بيسة” ببلدية الزبوجة، وحتى بعض البلديات بالجهة الشمالية الغربية لعاصمة الولاية ك”الظهرة”،”تاوقريت”، و”عين مران”، وكذا تلك الواقعة بالجهة الشرقية ك”بني بوعتاب”،” الكريمية” “بني حواء” و”بريرة” و”وادي قوسين”، على طول الشريط الساحلي للولاية التي تعتبر من أهم الأماكن التي يزورها سكان المنطقة طلبا للراحة والهدوء. من جهة أخرى فإن العائلات بالأخص القاطنة بالبلديات البعيدة عن مركز عاصمة الولاية من انعدام أماكن للراحة والترفيه، على غرار عاصمة الولاية التي تتوفر على فضاءات وإن كانت قليلة إلا أنها تشكل متنفسا لهم، حيث تشهد حديقة التسلية بحي الشرفة بأعالي عاصمة الولاية تدفقا كبيرا للمواطنين من مختلف البلديات، خصوصا في أيام نهاية الأسبوع والعطل، فضلا عن الرحلات المدرسية المنظمة من قبل المؤسسات التربوية لصالح التلاميذ، إذ أضحى هذا الفضاء الطبيعي غير قادر على استيعاب الأعداد الكبيرة للمترددين عليه، والذين صاروا يطالبون بمرافق أكثر وألعاب متنوعة تلبية لرغبات أبنائهم، خصوصا أن الألعاب المتوفرة أضحت غير مواتية لأغلبية هؤلاء الأطفال، والتي تعد على أصابع اليد الواحدة، على اعتبار أن إدارة الحديقة لم تكن تتوقع مثل هذا الإقبال الذي زاد بشكل كبير في السنتين الأخيرتين. ويجد الكثير من سكان الولاية صعوبات كبيرة في قضاء أيام العطل ونهاية الأسبوع والترفيه عن عائلاتهم وأبنائهم لغياب فضاءات ومساحات خضراء بالولاية، رغم توفر الولاية على أكثر من 65 هكتارا من الغطاء النباتي وشريط ساحلي بأكثر من 120 كلم بما يمثل 10 بالمائة من الساحل الجزائري، الأمر الذي يضطرهم إلى التوجه نحو أماكن بعيدة خصوصا بالنسبة للعائلات على تملك مركبات خاصة للنقل.