الاحتفال باليوم العالمي بالطفولة قد لا يكون له طعم و لا معنى بعيدا عن الصحة و العافية و هو ما التمسناه خلال زيارتنا لمصلحة اطفال مرضى السرطان بالمؤسسة الاستشفائية للاورام بمسرغين، هناك ينام اطفال سرق السرطان بسمتهم، و رمت بهم الأقدار الى الألم و قست الظروف على طفولتهم حتى كادت ان تقتل فيهم الحياة، و تشنق الفرحة التي يشعيشها كل طفل في كل مناسبة او عيد. واقع مؤلم يعيشه مرضى و صبر اطفال في عمر الزهور زارهم المرض و اطرحهم الفراش، مشوها كل معالم الطفولة في اجسادهم الصغير، محمد، و يوسف، و اية، و ايناس، و عمر و غيرهم كثيرون من اعمار بين الشهر ين الى الست سنوات التقينا بهم ليس للسؤال عن صحتهم لأن الاجابة واضحة و ظاهرة في محياهم، و لكن لمخاطبة طفولتهم و البحث عن طرق الاحتفال بها في عيدها العالمي، فاكتشفنا ان كل الاعياد و الاحتفالات لا تفرق عندهم و ان كانوا يدعون الاهتمام لأن الم الكيماوي قتل احساسهم بمتعة الحياة بكل بساطة الأطفال الذين وجدناهم يرقدون في اسرة المستشفى بأجساد متعبة و مرهقة لم يكن حلمهم لعبة، او هدية، او اكلة طيبة، و ان كان ذلك يفرحهم و لكن ما تمناه محمد ذو الخمس سنوات، و يوسف البالغ ثلاث سنوات و كل الأطفال المرضى هو الخروج من المستشفى و اللعب في الشارع او في المتزهات و الحدائق فأقل مدة بقيها كل واحد فيهم هي شهر، يكتفون فيه بالتجول في حديقة المشفى او زيارة اهلهم بين الفينة و الاخرى و لكن دون الحصول على المتعة المفقودة، و بالموازاة يرفق هؤلاء الصغار امهاتهم اللائي يتعذبن و يعانين ضعف ما يعانيه اطفالهم، و يتحملن بصبر قسوة الظروف بعيدا عن اسرهم، و يسردن عمر المعاناة مع المرض لكل زائر قصد التخفيف من تعبهن، و محاولة تناسي اصوات انين فلذات اكبادهن، فالامهات هنا و ان كن راضين بحكم القدر الا انهم غير راضيات بحكم المسؤولين عن الصحة في بلادنا و رغم كل ما توفره ادارة المؤسسة من ظروف لراحة المرضى و مرافقيهم الا أن النقائص تتغلب على الوضع حيث اشتكى بعض الأولياء من مشقة التنقل لاجراء بعض الفحوصات خارج المستشفى، و تأخر مواعيد الحصص العلاجية و غيرها من النقائص التي كنا قد فصلنا فيها في مواضيع سابقة، الا ان بعض الاولياء ارادوا ان يغتنمون فرصة عيد الطفولة للمطالبة بتطبيق ميثاق حقوق الطفل بكل تفاصيله من اجل حياة عادلة لطفولة محرومة نال منها التهميش عيد الطفولة بالمؤسسة الاستشفائيةلاورام السرطان له نكهةخاصة يصنعها المحسون و اصحاب القلوب الرحيمة، و الجمعيات الخيرية التي عودت الأطفال المرضى الحضور من كل ولايات الجهة الغربية و الاحتفال معهم، و ادخال البسمة و الفرحة الى قلوبهم من خلال توزيع الهدايا، و اللعب، و تنشيط بعض الحفلات، و العروض البهلوانية و غيرها من المبادرات الطيبة التي يتذكر بها اهل الخير هذه الفئة من الأطفال الذين هم بالفعل بحاجة ملحة الى الخروج من اجواء المشفى و رائحة المرض و شبح الكيماوي الى فسحة من الأمل بعيدا عن حياة السرير المملة، و ينتظر أن يكون الاحتفال بهيجا هذا اليوم و كل الأطفال المرضى الذين صادفناهم ينتظرون و يتوقعون مفاجآت جميلة عودهم عليها مواطنون خيرون في كل مناسبة.