كانت و لا زالت منطقة الساورة بالجنوب الغربي و لعلها ستظل موطنا للحضارات الصحراوية المزينة بواحاتها الخلابة ، من أهم ولاياتها ، تندوف ، أدرار و عاصمتها بشار التي تشتهر بموسم تاغيت السياحي المستقطب لكل ضيوف العالم ، فبني عباس المتميزة باحتفالات المولد النبوي الشريف دون نسيان كرزاز التي تسمى مدينة العقرب نظرا لكثافة نخيلها التي تأخذ شكله إن نظرت عليها من الأعلى ، كما ترمز كلمة الساورة إلى صناعة الأسورة و تأخذ المنطقة اٍسمها من اٍسم الواد الذي يخترقها من الشمال إلى الجنوب ألا و هو واد الساورة الذي يحكي الكثير من تاريخ المنطقة ، امتداده من تمبكتو المالية إلى تلمسان، تصطف على ضفتيه حضارة ڤورارة وتيميمون وتوات، وفي جنوب بشار تمنطيط ،بودة، القنادسة ،تاغيت، تيدكلت وأولف ، أما على صعيد التاريخ الثوري الذي يحمل في سجله شخصيات عظيمة ضحت بالغالي و النفيس من أجل تحرير البلاد و العباد من الاستعمار الفرنسي الغاشم بداية بالمقاومات الشعبية ووصولا إلى الثورة التحريرية ، فرحم الله شهداء معارك دغامشة ، إنغر ، أولف و حاسي الصاكة ، كما يبقى سكان الساورة يحتفظون بأحلك أيامهم متذكرين اكبر مآسي "الينبوع الأزرق" برقان أين قام الإستدمار بتجارب أسلحة الدمار الشامل النووية بتاريخ 13 فبراير 1960 مخلفا أمراض وراثية مستمرة إلا غاية اليوم على المتضررين . وبعيدا عن الحضارات القديمة ، التضاريس الجغرافية و التاريخ الثوري بمختلف أحداثه ومن باب الرياضة عامة و الساحرة المستديرة خاصة مثل المنطقة العديد من الفرق على غرار اتحاد بشار الجديد ، اتحاد تندوف ، نجم سعد بودة و غيرها من الفرق التي لا تزال تقبع في الأقسام السفلى إلا أن الاستثناء و الصحوة تحققت في 2008 مع محمد زرواطي الأب الروحي للنسور مثلما يلقب بمعية رفاقه نخص بالذكر بلخضر مراد ، حمادي زين ، جبار محمد و محمد بلحفيان المدرب الذي ارتقى بشبيبة الساورة من القسم الشرفي حينها كان رئيس مجلس الإدارة الحالي حمليلي مامون لاعبا ووصل إلى الرابطة المحترفة الأولى. و تؤكد أسرة النادي على أن الفريق كان متواجدا سنوات الستينيات و توقفت عجلته عن الدوران لتعود في 2008 للعمل دون توقف. الأربع سنوات الأولى عرفت ارتقاء تلو الآخر من الشرفي إلى ما بين الرابطات ثم القسم الثاني هواة سنة 2011 بعد أن افتك فيه النسور الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية عن جدارة و استحقاق عقب منافسة قوية مع شباب عين الترك الذي كان يترأسه في تلك الفترة رئيس مولودية وهران الحالي بلحاج أحمد ، فشتان اليوم بين الدلافين و النسور ولم تتوقف نجاحات سفير الجنوب عند هذا الحد بل تمكن من بلوغ الرابطة الأولى كسابقة في تاريخ أندية الصحراء الجزائرية بعد تتويج بني ثور بالسيدة الكأس سنة 2000 . الأربع مواسم الثانية دخل النادي حقبة جديدة الأول و الثاني مقبولين إلى حد بعيد أما الثالث فمتواضع إلى أن جاء الرابع الذي غير فيه الفريق خارطة الكرة الجزائرية محققا مركز الوصافة ، فشاء القدر أن يتحقق ذلك مع المدرب المحلي الشاب قوراري عبد القادر فلا ألان ميشال أو سيموندي شفعت لهما خبرتهما و سيرتهما كي يحققا ذلك ، كما لم تتوقف أفراح أصحاب اللونين الأصفر و الأخضر عند هذا الحد بل شملت حتى الفئات السنية عند الآمال أبطال كأس الجمهورية تحت قيادة بلحفيان الذي اختار أن يتجه للعمل القاعدي و الأواسط المتوجين بلقب البطولة لكن هذا لم يشفع لهم و لو بدعوة وحيدة لمنتخب أقل من 20 سنة ، السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح و هيئة توفيق قريشي مخولة للإجابة عنه . في ذات السياق صار الثنائي حمار و مرباح حديث كل متتبع لشؤون النادي بعد أن وضعهما مدرب المنتخب الأولمبي شورمان في القائمة التي ستشارك في أولمبياد ريو هذا الصيف ، فهنيئا للشبيبة الرياضية للساورة التي يمني رئيسها حمليلي مامون النفس كي تلتفت إليها الخطوط الجوية الجزائرية مناشدا الجهات المعنية للنظر في الموضوع جراء الصعوبات التي باتت تواجه فريقه في مختلف تنقلاته محليا ناهيك إلى انه مقبل على مشاركة قارية في رابطة أبطال إفريقيا ، مثلما هتف لاعبو الفريق عند نهاية مقابلتهم مع جمعية وهران الجمعة الماضي "العام الجاي نربحو مازيمبي" ، فتمنياتنا لكم ان تحلقوا و تغردوا عاليا في سماء القارة السمراء شريطة التحضير الجيد للاستحقاقات المقبلة ، بعد انقضاء احتفالات الانتصار اليوم من ساحة الجمهورية وسط بشار في حفل فني ساهر .