أعرب عدد كبير من الأطباء المقيمين لمختلف التخصصات عن إستيائهم الشديد إزاء الوضعية التي يعيشونها ويومياتهم المشحونة بالتعب والإرهاق الذي بات يلازمهم طيلة مدة الدراسة والمحددة ب (05 سنوات) (المدة المحددة لدراسة التخصص) إذ أبدى البعض منهم تذمرهم الشديد من عدم توفير الجهات الوصية لهم مأوى أو سقفا يجمعهم مثلما توفره لطلبة الطب في السنوات السبع الأولى لدراسة الطب العام إذ توفر لهم أحياء للإقامة الجامعية لكن من يفضل إكمال الدراسة للتخصص في مختلف المجالات فعليهم الإعتماد على أنفسهم بإيجاد مأوى علما أن معظم الأطباء المقيمين ليسوا من ولاية وهران بل يقصدون الولاية لغرض مزاولة الدراسة فقط فمنهم من يسكن في ولايات مجاورة كمستغانم، ومعسكر وسعيدة وحتى من الجنوب الجزائري، فيضطر هؤلاء لتدبر أمورهم وأمور إقامتهم . وفي نفس السياق أكدت بعض الطبيبات المقيمات أنهن يجدن صعوبات أكثر، وهذا المشكل جعل بعض طالبات الطب يكتفين بشهادة »الطب العام« وعدم مواصلة المشوار والظفر بشهادة أكبر والتخصص إذ أرجعن هذا المشكل الذي يكون له الدور الكبير في نقص الأطباء المتخصصين لأنهم يجدون صعوبات لذا يكتفون بالطب العام كما ذكر سالفا ومن جهة أخرى صرح البعض الآخر أن ثمن الكراء قد ألهب جيوبهم وأن الثمن إرتفع في الآونة الأخيرة ولا خيار آخر أمامهم سوى الرضوخ لمطالب والثمن الذي يفرضه المستأجر حيث قفز المبلغ من 13000 دج إلى 15000 دج وإن لم يرضخوا فيضطر صاحب المنزل للإعتذار لهم (....) ومنهم فريق آخر ينامون في (الفنادق) وهذا ما جعلهم في حالة تنقل دائم وما زاد من حجم معاناتهم ولا يترك لهم مجال للإستقرار خصوصا في أيام الإمتحانات أين يقف هذا المشكل كعقبة بينه وبين التحصيل الجيد كما أضاف نفس المصدر أن الخمس سنوات ليست بالمدة القصيرة (....) وأضافت مجموعة أخرى أنهم يضطرون للذهاب والإياب يوميا وهذا ما يرهقهم بدنيا ونفسيا وأنهم يلتحقون بديارهم عند نهاية الدوام ومنهم من لا يملك سيارة نفعية فيضطر للسفر عبر حافلات النقل الجماعي فيصلون في وقت متأخر ويعودون في الغروب وعليهم الإلتحاق بالمستشفى قبل الساعة 30:8 أو 00:9 وهذه الوضعية تتكرر يوميا ليصطدموا بالسلوكات غير الأخلاقية لبعض المواطنين الذين يتسببون في مشاكل داخل المؤسسات الإستشفائية وغيرها من المشاكل التي يتكبدها الأطباء المقيمين في مستشفياتنا فهم يطالبون من الجهات الوصية إيجاد حلول من شأنها مساندتهم لإكمال مشوارهم الدراسي والمهني ومن جهة أخرى أكد عضو النقابة الخاصة بالأطباء أنه فيما مضى كان للأطباء المقيمين الممثل الرسمي لكن في الوقت الراهن لا يوجد ممثل خاص وفي سياق آخر أبدى أحد الأطباء المقيمين إستياءه الشديد من الوضعية التي إمصتت جهدهم البدني وحتى الموارد المالية التي يحصلون عليها فبالكاد يوزعونها وتكفيهم لتغطية مصاريف الشهر وأضاف نفس المتحدث أن تنظر الجهات الوصية بعين الأولوية وتوفير أماكن خاصة مثلما كانت قديما هذه الأحياء توفر عنهم العناء بداية بالأطباء من الولايات المجاورة كمعسكر، ومستغانم ... ثم التدرج للأطباء القادمين من عنابة وقسنطينة لأنه كانت لهم فرصة الخيار لمزاولة الدراسة في ولايات أقرب من مقر إقاماتهم.