تكاد تكون الحديقة المتوسطية بحي العقيد لطفي الوجهة المفضلة رقم واحد بالنسبة للعائلات الوهرانية خلال الأيام الأولى من عيد الفطر و فصل الصيف، خاصة منهم سكان مختلف أحياء شرق الولاية كالعقيد لطفي ، كناستيل ، الصديقية و إيسطو ، حيث أصبحت هذه الحديقة ، التي دشنت منذ عام ، توفر لهذه العائلات متنزها حقيقيا بفضل موقعها المتواجد بواجهة البحر ، ومقصدا مفضلا لسكان الباهية وزوارها الذين وجدوا في هذا الفضاء الترفيهي المتربع على مساحة 5 هكتارات، وأنجز بمعايير ذات جودة عالية ملاذا للراغبين في قضاء أوقات ترفيهية ممتعة و هروبا من حرارة الجو المرتفعة التي طبعت الأيام الماضية خلال هذه الصائفة . خلال جولة قمنا بها أمس بالحديقة المتوسطية لحي العقيد لطفي ، لم تكن الساعة قد بلغت الثالثة مساء حتى كانت الحديقة تعج بالمواطنين من مختلف الأعمار و من الجنسين و الشباب الذي كان العنصر الغالب بعين المكان ، أما تمركز العائلات بقوة فكان بالقرب من المساحة التي تتوفر على ألعاب الأطفال بمحاذاة ما يسمى ب "دار الضياف"، وتكاد تتوفر الحديقة المتوسطية على كل متطلبات الراحة بتواجد أعوان الأمن الداخلي الذين يجولون في وسط الحديقة و كذا عناصر الشرطة الذي يبعث الطمأنينة في أنفس الزائرين. وقد وفر هذا الفضاء الذي يطل على البحر ويمتد على طول الواجهة البحرية الشرقية للولاية، العديد من أماكن الراحة والترفيه لقاصديه نظرا لمساحاته الخضراء والعشبية التي تمثل نسبة 70 بالمائة من الأرضية الإجمالية، إلى جانب مضامير السير والكراسي التي استحدثت بها، إضافة إلى البحيرة الاصطناعية التي تشتغل بنظام الألعاب المائية والتي جلبت أنظار الكبار قبل الأطفال. ما يلفت الانتباه أيضا هو نظافة الحديقة و الاعتناء الملحوظ بالنبات الذي حافظ على اخضراره رغم ارتفاع درجة الحرارة ، و هو من أهم العوامل التي تستقطب العائلات التي تذهب من أجل أطفالها الذين يلعبون في آمان سمر حتى المغيب عامل آخر ساهم في الإقبال الكبير على هذه الحديقة وهو تموقعها بحي يتوفر على محلات المرطبات و المأكولات الخفيفة بمختلف أنواعها. وما يلفت انتباه الزائر، منظر الحديقة والحركية الدؤوبة التي يصنعها عشاق المكان من مختلف الأعمار بداية من غروب الشمس وهذا ما وقفنا عليه خلال زيارتنا للمكان ، أين تبدأ العائلات في التوافد بافتراش الأرض في جلسات عائلية مع تناول وجبات خفيفة محضرة في البيت أو يتم اقتناؤها من لدن أصحاب المحلات التي تنشط بالمكان أو بمحاذاة الحديقة. أما الأطفال، فقد وجدوا عالمهم الطفولي لدى ولوجهم الحديقة التي تضم ألعابا بأحجام وألوان مختلفة لاسيما أنها مجانية ولا تكلف الأولياء شيئا. وبمحاذاتها، توجد البحيرة التي تزيد من جمالية المكان من جهة وترفه عن الأطفال من خلال طوافات مائية يركبونها ويدفعونها بأرجلهم. تجدر الإشارة إلى أن الحديقة تحتوي على وسائل الراحة والترفيه للعائلات وبعض الخدمات من خلال أكشاك خشبية تراعي طبيعة الفضاء الذي يعد متنفسا كبيرا لسكان وهران المتعطشين لفضاءات الترفيه والتنزه كما تقدم هذه الحديقة العمومية نموذجا رفيعا تم فيه مراعاة نسبة عالية من المساحات الخضراء المعشوشبة، لتبقى الحديقة المتوسطية تعج بزوارها إلى ساعة الغروب، و أخيرا تعود العائلات أدراجها إلى بيوتها بعد قضاء سويعات ممتعة بهذا الفضاء الرائع على أمل العودة إليه في يوم جديد