تكاد تكون الحديقة المتوسطية بحي العقيد لطفي الوجهة المفضلة رقم واحد بالنسبة للعائلات الوهرانية خلال فصل الصيف و شهر رمضان الكريم بالتحديد ، خاصة منهم سكان مختلف أحياء شرق الولاية كالعقيد لطفي و كناستيل و الصديقية و إيسطو ، حيث أصبحت هذه الحديقة ، التي دشنت قبل سنة واحدة من الآن ، توفر لهذه العائلات متنزها حقيقيا بفضل موقعها المتواجد بواجهة البحر. و من خلال جولة قمنا بها بعد الإفطار بالحديقة المتوسطية لحي العقيد لطفي ، لم تكن الساعة قد بلغت الحادية عشر مساء حتى كانت الحديقة تعج بالمواطنين من مختلف الأعمار و من الجنسين و الشباب الذي كان العنصر الغالب بعين المكان ، أما تمركز العائلات بقوة فكان بالقرب من المساحة التي تتوفر على ألعاب الأطفال بمحاذاة ما يسمى ب"دار الضياف"، وتكاد تتوفر الحديقة المتوسطية على كل متطلبات الراحة و التجول الليلي بتواجد أعوان الأمن الداخلي الذين يجولون الحديقة و كذا عناصر الشرطة ومصالح الحماية المدنية المتمركزة عند المداخل تحسبا لأي طارئ ما يبعث الطمأنينة في أنفس الزائرين. و ما يلفت الإنتباه أيضا هو نظافة الحديقة و الاعتناء الملحوظ بالنبات الذي حافظ على اخضراره رغم فصل الصيف و ارتفاع درجة الحرارة ، و هو من أهم العوامل التي تستقطب العائلات التي تذهب بعضها إلى حد تناول وجبة السحور هناك ، فيما يفضل البعض الآخر الاستمتاع بالأغاني التي يبثها "الدي جي" بداية من منتصف الليل وسط الحديقة. عامل آخر ساهم في الإقبال الكبير على هذه الحديقة وهو تموقعها بحي يتوفر على محلات المرطبات و المأكولات الخفيفة بمختلف أنواعها. هذا و كانت السلطات المحلية لوهران و على رأسها الوالي عبد الغني زعلان قد دشنت قبل أقل من شهر حديقة صغيرة على واجهة البحر بالقرب من "الأصيل" تعتبر بمثابة تكملة للحديقة المتوسطية ، لتوفر بذلك مساحة إضافية قد تخفف الضغط عن الحديقة الأولى ، خاصة و أن المساحات الخضراء بوهران لا تزال قليلة مقارنة بعدد سكان الولاية و موقعها الجغرافي الإستراتيجي و طابعها السياحي. و تبقى المحافظة على بقاء هذه الثروة الطبيعية و نظافتها أهم مطلب لقاصدي المكان خاصة بعد مغادرتهم حيث لا تخلو الحديقة من بعض المظاهر المؤسفة التي يتسبب فيها بعض الزائرين الذين يتركون بقايا الأكل و التغليف بعد مغادرتهم.