احتضنت قاعة مسرح علولة بوهران عشية الأربعاء الماضي عرسا ثقافيا بمناسبة اصدار ديوان الأعمال الكاملة لعبد القادر علولة الذي تضمن ثلاثة أجزاء احتوت على جميع أعماله المسرحية حيث يضم الجزء الأول العلق الخبزة، حمام ربي أما الجزء الثاني فيضم الأقوال، الاجواد، اللثام والجزء الثالث والأخير حمق سليم، قصص عزيز نسين، التفاح، أولوكان خادم السيدين ورجعت الترجمة لجمال بن عربي والمراجعة لجمال صدقي وتم هذا المجهود الكبير من قبل دار النشر التفاحات الثلاثة بوهران بمساعدة عائلة الراحل علولة والممثل القدير ابراهيم حشماوي وبدعم من وزارة الثقافة والفنون. وحسب الكاتب المسرحي مراد سنوسي الذي كلف بتقديم الأعمال الكاملة لعبد القادر علولة فلقد أكد بأنها خطوة ايجابية تحسب لجميع المشاركين الذين استطعوا أن يحققوا الحلم ويصبح واقعا وبالتالي يستطيع فيما بعد الحصول على جميع الأعمال الكاملة لعبد القادر من طلبة وأكاديميين ومهتمين من أهل الخشبة واعتذر بإسم مؤسسة علولة عن غياب رجا علولة عن هذا الحدث بحكم تواجدها في تظاهرة آخرى بتندوف أين حملت الدورة اسم المرحوم وكرمت عائلته وأضافت السيدة جميلة بريكسي صاحبة دار التفاحات الثلاثة أن العمل تطلب جهدا كبيرا خاصة في تصحيح وقراءة النصوص الأصلية التي تم أخذها من قبل العائلة التي وفرت كل الأعمال الى جانب أن بعض المصطلحات وجدت فيها بعض الصعوبة لكن بمساعدة الفنان ابراهيم حشماوي الذي شارك في أعمال علولة قد سهل المهمة كما أضافت أن تكريم علولة من خلال هذا العمل جعل الدار تفكر في تكريم صديقه محمد جليد وهو أستاذ علم اجتماع بجامعة وهران وتوفي منذ مدة فلم نجد وسيلة لتكريمه إلا من خلال جمع أشعاره وطبعها في ديوان. فيما يخص مدير مسرح علولة السيد عزري فلقد ذكر بأنه عرس حقيقي، خاصة وأن المسرح أصبح يقدم مسرحيتين في اليوم بالنسبة للاطفال وهذا ما لم تعرفه قط خشبة الباهية وأكد على أن طبع الأعمال الكاملة لعلولة كانت حلم جميع الفنانين لأنها أعمالا خالدة ولها وقعها في التاريخ المسرحي للجزائر. ولقد حضر جمهورا غفيرا من الوجوه الثقافية لوهران لأن علولة يبقى الاسم الجامع دائما في أي تظاهرة تقام بحكم عظمة أعمال الرجل وكانت تدخلا وشهادات حية عن نضال علولة الثقافي واصراره على مواقفه النبيلة حتى وان كانت في بعض الاحيان لا يفهم قصده ويكون مصيره السجن بسبب أفكاره حسب ما قالته السيدة أم سهام وانصاف عماري وغيرهم من الذين حضروا وترحموا عن الرجل الذي قالت عنه الممثلة القديرة فضيلة حشماوي: »علولة يجمعنا في حياته ومماته« فالراحل أضاء حياة الأفراد المتواضعين وسلط الضوء بشكل عميق على المفارقات ومشاكل عصره دون إغفال جانب السخرية بشاعرية مستوحاة من الثقافة التي كان متشبعا بها.