مناظر طبيعية ومعالم أثرية بحاجة لمن ينقدها "غلق مبكر لقلعة سانتا كروز"، "قاذروات في كل مكان"، "انعدام شبه كلي للحس المدني، عدا بعض العائلات القليلة"، "أسعار مختلف المواد الاستهلاكية مرتفعة وغياب كلي للنقل".. تلكم بإيجاز محصلة الزيارة التي قادتنا صباح أمس إلى أعالي جبل مرجاجو بوهران، حيث وفي خضم حرارة الصيف الملتهبة هذه الأيام، ارتأت "الجمهورية" تغيير وجهتها الاستطلاعية من شواطئ الكورنيش الساحرة، لتقف على أجواء الاستجمام في مرتفعات "سانتا كروز"، حيث الطبيعة الخلابة، الهواء النقي وزقزقة العصافير الهادئة. غياب تام لعمال النظافة كانت الساعة تشير إلى الثانية والنصف من مساء أمس، عندما وصلنا إلى سفوح جبل مرجاجو، كان المكان يعج بالعائلات والزوار... سيارات قادمة من كل مكان، بجاية، تيزي وزو، معسكر، مستغانم، المسيلة، بشار وحتى ليون، باريس وتولوز الفرنسية، الجميع كان مبتهجا بجمالية وروعة هذا المعلم السياحي الشهير بالولاية، الذي يشبه في تصميمه الرباني "شرفة عمارة" شاهقة تطل على كامل مدينة وهران ومن جميع الجهات الأربع، شعرنا صراحة ونحن نزور المكان، بالفرحة والبهجة الغامرة التي كانت على وجوه الأطفال الصغار، لاسيما الذين جاءوه لأول مرة، لكن ما أثار انتباهنا ونحن نتجول بين أرجائه، هو تلك المناظر المقززة للقاذورات وبقايا القارورات والكؤوس البلاستيكية والتعبئة لمختلف المأكولات التي كانت تشوّه المنطقة السياحية الفسيحة، ما جعل هذه الأخيرة تشبه المفرغة العمومية التي ترمى فيها كل أشكال النفايات، حينئذ طرحنا السؤال الآتي، أين هم المنتخبون المحليون، ولماذا لم يجندوا عمال النظافة لإنقاذه من هذه الأطلال المتراكمة من الزبالة، هذا الأمر خلق حالة استياء كبيرة لدى الزوار، الذين وجدناهم يبحثون عن مكان نظيف يجلسون فيه، لكن للأسف خاب أملهم وتبخرت أمانيهم، وسط هذه الحالة الكارثية التي كان عليها سفح جبل "مولاي عبد القادر"، هذا دون أن ننسى طبعا، ندرة محلات بيع المواد الاستهلاكية ومختلف الذكريات التي يشتريها السياح عقب كل زيارة، الأمر الذي دفعنا لنسأل أحد الباعة الذي وجدناه مستلقيا يسمع موسيقى مذياعه القديم، عن ثمن قارورة الماء فقال لنا بصوت خافت نكاد لا نسمعه :"الباردة ب50 دج وغير الباردة ب40دج... ! وقتئذ قاطعنا سائح مغترب من مدينة ليون الفرنسية، قائلا :"كل شيء غالي هنا.. أفضل أن أذهب إلى تونس أقضي 10 أيام بأقل من 300 يورو، على ان أبقى هنا أستنزف كامل ميزانيتي في ظرف زمني وجيز !" غلق مبكر لقلعة "سانتا كروز" بعدها فضلنا النزول حيث قلعة سانتا كروز، الكنيسة وتمثال السيدة العذراء، أول شيء أثار انتباهنا ونحن نتفقد المكان، هو عدم وجود حظيرة تسع لجميع السيارات، حيث لاحظنا تذمرا من قبل أصحاب المركبات، الذين لم يجدوا أين يركنون فيه سياراتهم، ما اضطر الكثير منهم إلى الانتظار في طوابير طويلة، ريثما تخرج مركبة من الحظيرة المتواجدة بمحاذاة الكنيسة... حاولنا صعود الجبل للوقوف على الحالة الفيزيولوجية لقلعة سانتا كروز، لكن كانت دهشتنا كبيرة، لما أخبرنا حارس الحظيرة أنها أغلقت على الساعة الثالثة والنصف أمام السياح... ولما سألناه عن السبب قال لنا :"إن القرار ليس وليد اليوم وأن الجميع يطالب بتمديده لساعات إضافية" الأمر الذي دفعنا لاستجواب بعض السياح، عن رأيهم بخصوص هذه المسألة، حيث أكدت لنا سيدة من ولاية بشار، أنها جاءت رفقة أبنائها لالتقاط صور سيلفي من داخل القلعة، لكنها عادت خائبة بعد ما قيل لها إنه تم غلقها، لتوجه نداء للمسؤولين المحليين بضرورة، تمديد فتح هذا المعلم الأثري إلى وقت متأخر، خصوصا في فصل الصيف، حيث يكثر السياح الذين يبحثون، عن مثل هذه الأماكن السياحية للترفيه والاستجمام فيها. انعدام لوسائل النقل النقطة السوداء التي وقفنا عليها كذلك ونحن نقوم بجولتنا إلى أعالي جبل مرجاجو، هي عدم وجود وسائل نقل لفائدة الزوار، خصوصا أولئك الذين لا يملكون مركبات تقلهم إلى هذا المكان الخلاب، حيث علمنا ونحن نتحدث مع بعض العائلات التي كانت تزور مقام الولي الصالح "عبد القادر الجيلاني"، أن الكثير منها اضطرت إلى امتطاء سيارات "كلوندستان" ب300 دج للمجيء هاهنا وهو ما وصفته بالمكلف والباهظ ، داعية المسؤولين على مستوى مديرية النقل، لتخصيص حافلات و"باصات" لحل مشكلة النقل والقضاء على هذه المعضلة التي أرقتهم منذ سنوات، ومن بين الملاحظات التي استطعنا تسجيلها ونحن نزور هذا المعلم الأثري، هو عدم وجود دليل سياحي يرافق الزوار الذين يتوافدون بكثافة على هذا المكان، حيث وجدنا الكثير منهم يتساءل عن تاريخ "قلعة سانتا كروز" ومن هو الولي الصالح "عبد القادر الجيلاني"، ومن شيد تمثال مريم العذراء والكنيسة التي بجانبه