في حقل التواصل الفني مع الجمهور الصّغير، ما تزال أبواب المسرح الجهوي لسيدي بلعباس مفتوحة لاحتضان سلسلة من العروض المسرحية الموجهة للأطفال بهدف منحهم فرصة المشاركة في الإبداع المسرحي والتعرف أكثر على لعبة المسرح . وعلى هذا الأساس ، عرف ركح المسرح الجهوي لسيدي بلعباس برمجة عرض " بيبو ومدينة الأحلام " على مدار أسبوع كامل ، العرض المسرحي الذي كتب نصّه »مراد سنوسي« وأشرف على إخراجه الممثل الواعد »جريو عبد القادر« بلمسة إخراجية متميّزة بعيدة عن التّقليد، مركّزا على طابع الحركة والموسيقى والأضواء اللاّفتة، ناهيك عن تقمّص الشخصيات لدور الحيوان بلسان ناطق الأمر الذي تجاوب معه الجمهور الصّغير في كلّ محطة وفي كلّ حدث من أحداث العرض المسرحيّ . »بيبو« شبل يعيش وسط أدغال إفريقيا، إلاّ أنه مولع بالفن على أمل أن يضحى فنانا مشهورا تأسره الشهرة والأضواء البرّاقة، أمله هذا الذي يعارضه والده الأسد أيّما اعتراض، ومع ذلك يتدخّل القطّ لرسم خطة من شأنها أن تسهّل مهمّة مغادرة الشبل نحو مدينة الأحلام لتحقيق حلم الفنان الشّهير، يكون له ذلك بعد أن انبهر بعالم مدينة الأحلام التي بها كلّ ما حلم به ، بعد أن ترك الغابة والأصدقاء في حسرة آملين لقائه ... مكث " بيبو" بمدينة الأحلام وعقد صداقات وتعلّم سرّ الفنّ ليصبح أشهر شبل، بعد أن وصلت أخباره إلى الغابة ، وبين مدّ وجزر وفي خضمّ شهرته التي ولّدت الأحقاد لدى البعض من أصدقائه ، رغم تدخّلات العمّ " صالح " لاحتواء المشاكل . ودون سابق إنذار يشبّ حريق بالسيرك وتبدأ عملية الإنقاذ ، وعلى الرّغم من كلّ الضغائن يبدي الشبل " بيبو" شجاعة لا نظير لها وينقذ كل من عمل معهم بالسّيرك، ليلتمّ شملهم من جديد وتكون وجهتهم الغابة الموطن الأصلي لكل واحد فيهم ،لتكون حيوانات الغابة في انتظارهم واستقبالهم بشكل وديّ. المميّز في العرض المسرحي تجاوب الأطفال معه ومشاركتهم في كل محطة بترديدهم لأغاني العرض وإبداء إعجابهم المفرط بالعرض ، آملين تكرار برمجته هاتفين باسم بيبو . وعليه، تبقى العروض المسرحية متواصلة، لإشراك الجمهور في العمل الإبداعي وتعويده على فضاء الرّكح.