" تمديد عطلة المطاحن السنوية الى 21 يوما بدل 14 يوما احدث تذبذبا " يواجه اصحاب المخابز هذه الايام ازمة تموين حادة في مادة الفرينة المدعمة الاساسية لصناعة الخبز،بسبب دخول العديد من المطاحن التابعة للقطاع الخاص في العطلة السنوية دفعة واحدة ،واختفت الاكياس المدعمة ذات وزن 50 كلغ المستعملة في تحضير الخبز ،في الوقت الذي اختفت العديد من انواع الفرينة التي يحبذها الخبازون ويفضلونها لمميزاتها وجودتها العالية على غرار "السفينة" التي يفضلها جل الخبازين بوهران ،لتترك المجال لأنواع اقل جودة وغير مدعمة ،اضطر اصحاب المخابز للاستنجاد بها ريثما تعود المطاحن المذكورة للنشاط مجددا، وخلق هذا الاضطراب في توزيع الفرينة،تذبذبا في توفر الخبز عبر العديد من المخابز التي فضلت عدم المغامرة مع الزبائن وأغلقت ابوابها الى غاية توفر النوعية المفضلة ،بينما استنجد اصحاب المخابز الاخرى بما بقى من البقالات من اكياس 25 كلغ من هذه "العلامة المميزة" للحفاظ على تموين الزبائن ومواصلة فتح محلاتهم التي اضحت مهددة بأزمة تموين حادة ،وبات الخبازون في رحلة بحث يومية لتوفير هذه المادة الضرورية ،بسياراتهم التجارية الخاصة ،بينما اغلق الموزعون والممونون المتخصصون في ايصال الفرينة للخبازين من المطاحن الى المخابز بالشاحنات ،هواتفهم النقالة تاركين الخبازين في ورطة ،ويصطف يوميا العشرات من الخبازين في طابور طويل لانتظار ما تجود به احدى المحلات المتخصصة في بيع الفرينة و مواد اولية مستخدمة لصناعة الخبز والحلويات على مستوى حي الامير خالد (طورو) ، وغالبا ما تنفذ الفرينة القليلة التي يوفرها هذا المحل بعد لحظات،ليضطر اغلب المهنيين للبحث عن مصدر تموين بديل ،وأمام هذه الازمة اضطر العديد من الخبازين للاستنجاد بمخزون زملائهم في المهنة من الفرينة في انتظار توفر الكميات اللازمة لصناعة الخبز التي تعتبر الفرينة المادة الاولية الاساسية التي تدخل في صناعة الرغيف ،ولم يسلم من هذه الندرة اصحاب محلات صناعة الحلويات والهلاليات ،وبات ايجاد كيس ذي 50 كلغ من الفرينة ،امرا مستعصيا ،وكما اضطر الخبازون ايضا للاستنجاد بما توفر من فرينة غير مدعمة (2500 دينار للقنطار ) لدى محلات الجملة وحتى التجزئة ،اضطر اصحاب محلات الحلويات والهلاليات للاستنجاد بمخزون زملائهم ،بينما اغلق البعض محلاتهم نتيجة تفاقم الازمة خلال المدة الاخيرة ،ومن جهته فند المنسق العام للمكتب الولائي للاتحاد العام للتجار والحرفيين السيد عابد معاذ في اتصال هاتفي ب"الجمهورية" وجود اي ندرة في الفرينة التي يضطلع الديوان المهني للحبوب بتوزيعها وتنظيم عملية تسويقها ،لكنه اوضح ان الفترة الحالية تتميز بموسم العطل السنوية التي اعلن عنها اصحاب 19 مطحنة من بين 38 مطحنة تحتكم عليها الولاية ،مما احدث اضطرابا في تموين المخابز بالفرينة حيث اغلقت نصف المطاحن ابوابها ،في الوقت الذي ساهم دخول اكبر مطحنة بغرب البلاد (مطحنة هبور) المتواجدة بدائرة وادي تليلات في عطلة ،في وقوع ندرة الفرينة،ومن جهة اخرى سمح قرار الديوان الوطني للحبوب المطبق مؤخرا والقاضي بتمديد فترة عطلة المطاحن المسموح بها قانونا من 14 يوما فقط كما كان مطبقا في السابق ،الى 21 يوما في الموسم الجاري ،في حدوث هذا التذبذب الملحوظ ،ومن جهته كشف الطاهر بولنوار رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين ، ان عددا كبيرا من اصحاب المطاحن اغلق ابوابه على المستوى الوطني تزامنا مع فترة العطل السنوية ،وتضاءل عدد العمال الناشطين في المطاحن التي انخفض انتاجها اليومي ايضا بفعل دخول الالاف من العمال في عطلة،ومن جهة اخرى اضاف الحاج الطاهر ان العديد من المطاحن اغلقت ابوابها بسبب اعمال الصيانة الدورية ،في حين خفضت الناشطة منها حجم انتاجها اليومي تحسبا لتضاءل نشاط الخبازين،حيث ينخفض الطلب على الخبز بسبب خروج المخابز في عطلة من جهة ،وتوجيه اكثر من 35 بالمائة من حجم الانتاج اليومي للخبز عبر الوطن الى المركبات والمطاعم والمخيمات عبر السواحل ،و اضاف محدثنا ان بعض الخبازين بدؤوا في الاستعداد لعيد الاضحى عن طريق منح عدد من عمالهم عطلة مسبقة خلال هذه الايام ،لتوفير اليد العاملة ايام العيد ،مما نجم عنه تناقص ملحوظ في عدد المخابز الناشطة هذه الايام ،و اوضح الناطق السابق باسم " الايجيسيا " ان زهاء 7000 مخبزة اغلقت ابوابها ،و اعلنت عطلتها السنوية من بين 20 الف مخبزة عبر القطر الوطني ،وهو الامر الذي اخذته المطاحن في الحسبان وقلصت نشاطها بالتالي ،بينما استغل العديد من ملاكها هذه الفترة للصيانة .