نظم مساء أمس حزب جبهة التحرير الوطني بقاعة سينما المغرب بوهران، حفلا تأبينيا ل"شهيد العرب وفلسطين" الرئيس الراحل ياسر عرفات، حضره إلى جانب إطارات ومناضلي "الأفلان" بالولاية، الدكتور لؤي عيسى سفير دولة فلسطين بالجزائر ، وكانت الذكرى ال12 لاستشهاد "أبو عمار" فرصة لاستذكار خصال هذا الزعيم الفلسطيني ونضاله التاريخي والمستميت في سبيل تحرير شعبه و أرضه المغتصبة من أغلال الاستدمار الصهيوني الغاصب، وشكلت هذه الوقفة التأبينية كذلك فرصة لإطارات حزب "جبهة التحرير الوطني" على غرار رئيس المجلس الشعبي الولائي، رئيس بلدية وهران، نواب في البرلمان بغرفتيه ومنتخبون محليون... إلخ، لتجديد رسالة العهد والوفاء للشعب والقيادة الفلسطينية بدعم هذه القضية العادلة ونصرتها في مختلف المحطات والمحافل الدولية، انطلاقا من مبادئ ثورتنا النوفمبرية المجيدة وكذا مواقف زعمائنا الجزائريين العظام على غرار الرئيس الراحل هواري بومدين، دون أن ننسى الرئيس المجاهد عبد العزيز بوتفليقة، مهندس الخطاب التاريخي الذي ألقاه الشهيد ياسر عرفات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1974. وقبل ذلك، كان السفير الفلسطيني قد نشط ندوة صحفية بمقر الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين بوهران، أجاب فيها عن جملة من أسئلة الصحافيين، حيث وفي رده على سؤال "الجمهورية" بخصوص الأخبار التي تقول عن وجود مبادرة جزائرية لرأب الصدع الفلسطيني، أكد ضيف الباهية الدكتور لؤي عيسى، أن مثل هذه المبادرات "كانت ولا تزال دائما موجودة، مضيفا أن القيادة الجزائرية، تحاول بكل قوة أن تكون جزءا في عملية إنهاء الانقسام الفلسطيني سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وأنها كانت مكانا ومحطة للكثير من اللقاءات التي عقدتها القيادات السياسية، من أجل ترسيخ الوحدة الفلسطينية التاريخية، مشددا في ذات السياق على قبول أي مبادرة تكون مبنية على أرضية الوحدة الوطنية، موجها نداءه لمختلف الفصائل الفلسطينية بضرورة "العمل على توحيد الصف وتجاوز الخلافات ورفض كل أشكال التدخل في القرار الداخلي الفلسطيني، مع التأكيد على وجوب تصويب بندقية الكفاح والصراع نحو دارئة الاحتلال الصهيوني... وأما بخصوص مبادرة "حركة الجهاد الإسلامي" الأخيرة والتي اصطلح عليها إعلاميا بمبادرة "الإنقاذ الوطني"، صرح السفير الفلسطيني، أن الجميع يرحب بأي مبادرة من شأنها إنهاء الانقسام الحالي ما يسمح في الاخير بالتخفيف من وطأة الفلسطينيين لاسيما سكان غزة الذين يموتون يوميا بسبب الحصار الصهيوني الجائر، موضحا أن الانشقاق الحاصل في الجسد الفلسطيني اليوم، هو نتاج لحالة خارجية وليس داخلية فلسطينية، مذكرا الحضور أن الثورة الجزائرية التي انتصرت على المستعمر الفرنسي لم تكن قراراتها رهينة الخارج، ليختم تدخله بالتأكيد على ضرورة الحفاظ على مكتسبات منظمة التحرير الفلسطينية وتعزيز استقلالية قرارها الداخلي ما يساهم في الأخير بتوحيد جهود النضال وآلياته اتجاه المحتل الصهيوني الغاشم. تجدر الإشارة إلى أنه وعلى هامش حفل تأبين الشهيد الرمز ياسر عرفات، قام سفير دولة فلسطين بتكريم فتح الله شعبني رئيس المجلس الشعبي الولائي لوهران، وهذا عقب الكلمة المطولة التي ألقاها على مسامع الحضور والتي أكد فيها (فتح الله شعبني) أن "أبا عمار" سيبقى في ذاكرة جميع شعوب العالم ولاسيما المضطهدة منها رمزا خالدا وأيقونة شامخة في الكفاح والنضال ضد المحتل الصهيوني الغاصب.