سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سليم سهلي «الأستاذ الجامعي والباحث في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا» : «المشاكل الاجتماعية والتشتت والعنف الأسري من أهم العوال التي تدفع الأنثى إلى عالم الإجرام»
ذكر الأستاذ الجامعي والباحث في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا سليم سهلي أن العقود الأخيرة شهدت تحولات عميقة في البنية الإجتماعية وتزايد الوزن النوعي للمرأة وتعاظم دورها الفعال في تحديد مسارات التنمية والتحولات فضلا عن ولوجها ثقافات وعوامل منقسمة ومتضاربة ويبدو أن واقع التطور التاريخي لانخراط المرأة في العمل السياسي والاجتماعي والاقتصادي وحصولها على مزيد من الحرية والمساواة بينها وبين الرجل يثير العديد من التساؤلات حول انخراط الجنس اللطيف في الفساد الإجتماعي وممارسة السلوك الاجرامي،كالاعتداء وجرائم القتل، السرقة والنصب والاحتيال وكذا جرائم الفساد والدعارة وغيرها من التهم ومن هنا تزايد في السنوات الأخيرة انتشار الجريمة الأنثوية بكل أشكالها في الجزائر ومن هنا نطرح إشكالية أخرى حول ما الذي يدفع بالمرأة لارتكاب الجريمة،كما يجدر الإشارة أنه لا يمكن إرجاع سبب الجريمة عند النساء إلى عامل معين أو دافع محدد فجريمتهن تعود إلى تظافر مجموعة من العوامل و عموما يمكن حصر مجموعة دوافع ذاتية و مجتمعية تلعب دورا هاما في استمالة المرأة نحو الانزلاق إلى عالم الإجرام دون رادع من ضمير أو وجدان إنساني،كضعف الوازع الديني ، سوء التربية يعني أن السلوك الإجرامي ناتج عن إغواء الشيطان و ضعف الإيمان لدى المرأة و هما نتيجة سوء التربية و الإهمال من طرف الأسرة ، ويمكن إضافة عامل آخر يتعلق برفيقات السوء الصديقات اللاتي فتحن لهن باب الجريمة بالإضافة . المحيط الاجتماعي و الذي يسوده التفكك الأسري نقصد ( حالات الطلاق أو الانشقاق العائلي) ، عادة ما يساعد الفتاة على الإجرام خاصة في حالة ضعف و انعدام رقابة الأولياء ، و هو ما يفسر خلل أو فشل الأسرة في أداء وظيفة التنشئة الاجتماعية الموكلة إليها. المشاكل الاجتماعية ، الأزمات النفسية و الضغوطات التي تتعرض لها المرأة يوميا على الصعيد الداخلي إذا كانت تعيش في وسط أسري متذبذب وكذا العنف المسلط عليها سواء من أفراد عائلتها أو زوجها ، و على الصعيد الخارجي إذا كانت تتعرض لمضايقات خارج البيت من تحرشات جنسية ، اعتداءات ،في العمل مثلا أو مكان آخر إذ تعتبر هذا الأوضاع متداخلة كافية لانسياق المرأة نحو الجريمة دون تفكير في النتائج الوخيمة المترتبة عنها فتلجأ إلى انتهاج سياسة الهروب ، فقد أوضحت الدراسات العديدة أن " الفتاة الهاربة هي فتاة غير خاضعة للضغط ، و هذه غالبا ما تنزلق إلى علاقات جنسية لا يمكن التحكم فيها". التأثير السلبي لوسائل الإعلام و الاتصال،وهنا الحديث عن مختلف وسائل التكنولوجيا بجميع ألوانها ، فقد أصبح سلاحا يفتك بالمرأة و يغريها على الفساد خاصة أنه قد بلغ من الإبداع و التأثير قدرا كبيرا من المستحيل مقاومة إغرائه. حالات مرضية و ظروف نفسية قاهرة كإصابة المرأة بصدمة نفسية أو باختلال عقلي يدفعها لارتكاب جريمة ما في لحظة جنون أو لدوافع شخصية راجعة إلى صغر سنها ، فقد تكون المجرمة صغيرة السن و لم يكتمل النضج الفكري العقلي لديها. العوامل السرية و الاقتصادية المزرية كالفقر والبطالة و الحياة المليئة بالمشاكل على جميع الأصعدة أو ما يندرج ضمن الجانب المعيشي الذي نشأت فيه المرأة .